النسخة الكاملة

العفو العام: لماذا لا ؟ بدون شعبويات

الإثنين-2025-06-02 09:55 am
جفرا نيوز -
قيس زيادين

بهدوء، سأعبر عن وجهة نظري و الكثيرين الصامتين. لماذا نحن ضد المطالبة بعفو عام. 

1- مفهوم سيادة القانون يرتكز على عامودين، العدالة بالتطبيق و الحزم بالتطبيق. لذلك كثرة قوانين عفو تنفي عامود الحزم.

2- رواية ان العفو العام مطلب شعبي هي رواية غير صحيحة و مسيئة للاردنيين. فليس كل الاردنيون مخالفون للقانون او ارتكبوا جرائم. والا كنا الان في غابة. على العكس، الاردنيون باغلبيتهم الساحقة ملتزمون . لذلك العفو العام ليس مطلب شعبي. 

3- كل من يويد العفو يقوم بذلك اما "سياسيا" لكسب شعبوية غير موجودة، او لانه مستفيد. لا احد يدافع من حيث مبدأ. 

4- رواية وجود مظلومين باعداد كبيرة هي رواية تطعن بالقضاء. 

5- العفو المتكرر يحفز الغير ملتزم بالقانون و يعاقب الملتزم. فمن يلتزم بقوانين السير كابسط مثال او بدفع اقامة خادمة سيشعر انه "خسران". فبدل الدفع باتجاه الالتزام بالقانون، ندفع بعكس ذلك.

6- من يقطع مثلا اشارة حمراء يستحق ان تتم مخالفته ! لانه بفعله قد يتسبب بقتل مواطنين!.
 
7- و هنا نقطة مهمة، الحق العام يحمي المواطن، و يكون الفاصل بين الاطراف. فاذا تم ربط العفو باسقاط الحق الشخصي، سنفتح بابا للتنمر على المشتكين و الضغط عليهم و حتى تهديدهم و هذا خطير. فالدولة لا يجوز ان تتخلى عن حماية مواطنيها. 

الملخص، من امن العقاب اساء الادب، و نحن اليوم دولة عمرها ١٠٠ عام ثابته و تتقدم. لا نعاني من اقتتال داخلي و لسنا خارجين من حرب اهلية . مفهوم العفو العام لا ينطبق. 

و على النخب التي تتطالب و تدافع ان تحكم ضميرها و ليس صناديق الاقتراع. 

لا بل يجب عدم التهاون مع من يرمي الكرة في ملعب سيدنا. 

و على النخب المعارضة لاصدار القانون ان تتحرك و لا تبقى صامته، لان الصمت يعني تفضيلهم للشعبويات على حساب مصلحة الوطن.


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير