الذكاء الاصطناعي في انتخابات نقابة المحامين ضرورة لا رفاهية
الأحد-2025-06-01 02:18 pm
جفرا نيوز -
المحامية شيماء مصطفى المواجده
على ضوء خوض غمار انتخابات نقابة المحامين الأردنيين، نُبارك لعطوفة نقيب المحامين، المحامي يحيى أبو عبود، تجدد الثقة، كما نُبارك لكافة أعضاء مجلس نقابة المحامين الأردنيين الموقر، ونتمنى وافر النجاح والتوفيق لمن حالفهم الحظ في هذه الدورة.
ولجميع المرشحين، سواء لمركز النقيب أو العضوية، نقول: لكم منا كل الاحترام والتقدير، فأنتم تستحقون الثقة، وغايتنا واحدة: نقابة أقوى، وأرقى، تعكس الوجه الحضاري لمهنتنا العريقة.
واقع مؤسف ومشهد لا يليق
لقد لاحظنا جميعًا حجم الفوضى والممارسات التي رافقت الانتخابات، والتي للأسف، أبرزت نقابة المحامين بشكل لا يليق بمهنة سامية مثل المحاماة.
كانت العملية تفتقر إلى التنظيم الأمثل، مما أخرج صورة لا تمثل حقيقة مجتمع المحامين المتحضر الواعي، بل بدت وكأنها مشهد من التخبط وعدم السيطرة، لا تليق بتاريخ هذه النقابة أو هيبتها.
ونتساءل هنا:
لماذا الإصرار على الإبقاء على الطريقة التقليدية للاقتراع؟
في وقت يُفترض فيه أن نكون في مقدمة مواكبة التطور والتكنولوجيا، شهدنا مشاهد لم يكن فيها الاقتراع مُيسّراً بل كان عائقًا، بسبب:
طول المسافة وصعوبة الوصول لمركز الاقتراع.
أزمة السير الخانقة ومشكلة الاصطفاف.
حرارة الطقس المرتفعة.
الانتظار الطويل لأخذ البطاقات النقابية.
تعطل سير عملية التصويت لفترات.
أليست هذه أسبابًا كافية للانتقال إلى أساليب أكثر عصرية وعدالة وراحة؟
الذكاء الاصطناعي: الحل الحتمي
إن الحل لمثل هذه الإشكاليات أصبح واضحًا: استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية الانتخابية.
نحن في زمن يتطلب اللا مركزية والسرعة والدقة، وهذا بالضبط ما توفره تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال:
إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية تضم بصمة العين والإصبع لكل محامٍ.
تمكين المحامين من التصويت عن بُعد، بطرق آمنة وموثوقة.
مراقبة سير العملية إلكترونيًا وشفافًا.
إصدار نتائج فورية ودقيقة بلا تدخل بشري.
تقليل التكلفة والجهد، وضمان مشاركة أوسع.
خاتمة: من أجل نقابة تليق بنا جميعًا
الذكاء الاصطناعي ليس ترفًا، بل ضرورة مهنية وأخلاقية، تُحتمها الظروف، ويُمليها علينا احترامنا لمهنتنا، وحرصنا على تطوير نقابتنا.
علينا أن لا نعود للخلف، بل أن نرتقي، ونكون نموذجًا يُحتذى به في التحول الذكي والحوكمة الحديثة.
فالمستقبل يبدأ من الآن، والاختيار لنا: إما أن نبقى أسرى الماضي، أو نُطلق العنان لنقابة تستحق أن تكون في الصف الأول.