النسخة الكاملة

المعارضة في الخارج …هل هي خطر ..أم ..أنها حالة تنفيس ..ليس أكثر ؟

الأحد-2025-06-01 10:56 am
جفرا نيوز -
الدكتور محمود عواد الدباس.

1/3 

مؤخراً عاد الحديث عن المعارضة السياسية في الخارج. لذلك وحينما تكون متواجداً في مناسبات معينة يطرح عليك السؤال الآتي: هل استمعت إلى فلان أو علان؟ كان جوابي أنه (لا). لكن سأفعل ذلك. في هذا الباب، أقول وأنا كحال الكثيرين الذين يستمعون إلى كل شيء. أقول إن المعارضة في الخارج ليست ذات لون واحد. منهم من هو ملكي ومنهم من هو جمهوري. منهم من يريد تحصين الأردن من الوطن البديل ومنهم من يريد أن يكون الأردن وطناً بديلاً. هذا على صعيد الألوان السياسية. أما بما يخص الدوافع فمنهم من هو مقتنع بما يقول، ومنهم من سعى أو يسعى إلى تحسين شروط التفاوض في لحظة مع الدولة. أيضاً منهم من هو حالة فردية مستقلة ومنهم من هو إدارة بيد دولة أخرى! السؤال اليوم: هل أن معارضة الخارج ساهمت في إضعاف النظام السياسي الأردني؟ أم أنها كانت في خدمته من حيث لا يحتسبون؟ وأظن أنها الثانية. حيث أنها وعبر ما تقول فإنها تنبه الدولة إلى بعض الموضوعات فتعمل الدولة على تحصينها. كما أنها في ذات الوقت تشكل حالة تنفيس عن فئات هنا لها مواقف محددة.

2/3 

في مناقشة أبرز موضوعات المعارضة الخارجية، أبدأ من موضوع التحول من ملكية إلى جمهورية. أعتقد أن تجارب الربيع العربي أوجدت قناعة لدى الشعب الأردني أن الأنظمة الملكية أقل دموية من الأنظمة الجمهورية. لذلك لا ضرر من بقاء من يؤمن من معارضة الخارج بذلك ما دام أن الغالبية الساحقة من الرأي العام الأردني تؤمن بالملكية. أما فيما يتعلق بتحويل الملكية إلى حالة شكلية منزوعة الصلاحيات فهذه أيضاً لا مشكلة منها. ذلك أن الشعب الأردني بات على قناعة أن زيادة صلاحيات الملكية فيه ضمانة لأمن واستقرار الأردن خاصة في ظل السير في منظومة التحديث السياسي التي تعزز دور الأحزاب السياسية كتوجه مستقبلي. بقي نوع آخر من المعارضة الخارجية التي تريد بقاء الملكية لكن مع استبدال شخص مكان آخر. في هذا الباب فإن الشعب الأردني يتعامل مع عائلة حاكمة وليس لنا أي علاقة بما هو أبعد من ذلك، كما أن الدستور حسم التسلسل المطلوب.

3/3 

ختاماً، في مساحة الحرية السياسية داخل الأردن، فإن المسموح هو حرية التعبير لكافة الأفكار التي تقع ما بين يسار الوسط إلى يمين الوسط. على قاعدة الإيمان بالملكية الفعلية وليس الشكلية وعدم التدخل في شؤون العائلة الهاشمية وفوق ذلك الإيمان بالهوية الوطنية الأردنية. نتيجة لذلك فإن من يريد جمهورية بدلاً من ملكية، أو يريد ملكية شكلية وليس فعلية، ومن لا يريد تقوية الهوية الوطنية الأردنية فإن مكانه الطبيعي أن يكون هناك في الخارج مع من يؤمنون بذلك؟!
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير