في عالمٍ قد تتغيّر فيه الوجوه وتخفت فيه الأصوات، يبقى صوت الفنان الكبير فؤاد حجازي علامة فارقة لا تُنسى، وصدىً خالدًا للوطن، وذاكرة حيّة لنبض الأردنيين. لم يكن مجرد فنان، بل كان رسولًا للفرح، وسفيرًا للهوية الوطنية، وصوتًا عابرًا للحدود والجراح.
جاء فنان الوطن فؤاد حجازي من لبنان، حاملاً في قلبه حبّ الفن والوطن، وباحثًا عن حضنٍ يحتضن موهبته ويقدّر صوته. وجد في الأردن ملاذه، فبادل هذا الوطن الوفاء بالوفاء، وغنّى له كما لم يغنِّ أحد. لم يكن غناؤه مجرّد كلمات، بل كانت صلوات وطنية، تفيض حبًا وإخلاصًا للأرض وللقيادة الهاشمية.
أطرب فؤاد حجازي الأردنيين بأغنياتٍ خالدة، غنّى للأردن و للمغفور له الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، فكان صوته يُحاكي هيبة الملك وحنانه. ثم استمر في عطائه الفني، فغنّى لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، بصوتٍ يملؤه الفخر والانتماء، مُجسدًا الولاء العميق للقيادة التي أحبها وأحبته.
فؤاد حجازي يمرّ اليوم بوعكة صحية بعد إصابته بجلطة دماغية، لكن صوته لا زال في القلوب، وأغانيه محفورة في ذاكرة وطن. هذا الفنان الذي غنّى في كل المناسبات الوطنية، وشارك في كل فرح أردني، يستحق منا اليوم وقفة وفاء ودعاء، ودعمًا من كل الجهات المعنية: