الاستقلال الحقيقي: جماهير لا بروتوكول ولا ترتيبات، وهتاف موحد للقيادة
الثلاثاء-2025-05-27 12:54 pm
جفرا نيوز -
رامي رحاب العزه يكتب
في صباح يوم الاستقلال، غصّت شوارع المدن والقرى بحضورٍ شعبي عفويٍ لم يسبق ترتيبه أو دعوته رسميًا. خرج الأردنيون حاملين أعلامهم وأوشحتهم الهاشمية، جالين الأزقة، متبادلين التهاني بابتسامات صافية وأمانٍ خالصة بأن تبقى راياتنا عالية وصامدة.
وسط هذا الحماس الشعبي، تستحق القيادة الهاشمية أقصى تقدير: جلالة الملك عبدالله الثاني الذي صان أمننا واستقرارنا في وجه أخطر التهديدات، وسمو ولي العهد الأمير الحسين الذي يمكّن شبابنا بالتكنولوجيا والمعرفة، وجلالة الملكة رانيا التي كرّست جهودها للنهوض بالتعليم على أسس راسخة تحافظ على هويتنا وتواكب أرقى المعايير العالمية.
أشياء كانت حاضرة في الاحتفال ولم يتحدث عنها أحد:
• فرق الاستقبال التطوعية التي وزّعت الماء والتمر على المارة دون إعلان مسبق.
• ورش الرسم على الوجوه والأعلام الصغيرة للأطفال، لتعريفهم بمعنى الانتماء.
• أكشاك الطعام المنزلي التي جهّزت أُسر أردنية أصنافًا شعبية ووزّعتها مجانًا في الساحات.
• عزف الموسيقى الشعبية في الأزقة من آلات العود والربابة، بعيدًا عن البث الرسمي.
• فرق التنظيف المُنظّمة ذاتيًا، التي عملت بعد انتهاء الاحتفالات لتترك الشوارع أنظف مما كانت.
• حلقات الحديث والقصص التاريخية حيث التقى الكبار مع الصغار لسرد ملاحم الكرامة والبطولة أمام البيوت.
دلالات اجتماعية واقتصادية
لقد أظهر هذا الاحتفال العفوي تماسكًا اجتماعيًّا مبهِرًا، بتفاعل أجيالٍ متعددة دون فرقٍ سني أو طبقي، ما يؤكد متانة النسيج المجتمعي الأردني. وعلى الصعيد الاقتصادي، شهدت الأحياء حركةً تجاريةً نشطة: من بيع الأطباق الشعبية في الأكشاك المنزلية إلى خدمات الرسم على الوجوه التي أضافت دخلًا إضافيًا للأسر، فيما قلّصت مبادرات التنظيف التطوعية نفقات الصيانة البلدية، فبرزت قيمة التكافل في تنشيط الاقتصاد المحلي وتخفيف الأعباء الحكومية.
هذه التفاصيل العفوية التي غابت عن وسائل الإعلام هي أصدق تعبير عن حب الوطن والوفاء للهاشمين، وتؤكد أن استقلالنا ليس مناسبة شكلية، بل نبض مجتمعٍ متّحدٍ، قويٍّ، يكتمل بصدق القيادة الهاشمية وروح الأردنيين الصامتة المدوية؛ هو تجديدٌ للبيعة والولاء لجلالة الملك والهاشمين، ورسالةٌ واضحةٌ لكل من تسول له نفسه العبث في نسيجنا: إن تمسّكنا أكبر من أحلامهم الفاشلة.