صدمني جدًا ما سمعته من مقاطع من مقابلة إعلامية تمت مع سعادة النائب صالح العرموطي رئيس كتلة جبهة العمل الإسلامي مع قناة العربية، كنت أسمع، فلا أصدق نفسي، ثم أعود وأسمع مرة ثانية وثالثة إلى أن ثبتت الرؤية. العرموطي لم يكن يناور، كان ينفي صحة الوقائع، كما أنه يقدم تفسيرات مضللة تجاه كل ما تم. يبدو أن ضغوطات غير مرئية يواجهها العرموطي دفعته إلى استخدام أسلوب النفي وأسلوب التضليل خلال مقابلته الإعلامية تلك. يعزز ذلك أن المذيع الذي كان يجري المقابلة معه كان يذكره بعدد من الحقائق، والتي كان العرموطي يصر على إنكارها!
2/3
في تلك المقابلة، قال العرموطي: (لم يسجل على حماس موقف ضد الأردن…). العرموطي قال أيضًا إن سبب حظر جماعة الإخوان (هي حرب على الإسلام…). فيما الحقائق أن حماس حاولت خلال طوفان الأقصى عزل النظام السياسي الأردني عندما كانت تخاطب الشارع الأردني مباشرة وتطلب منه التحرك نحو الحدود. حماس أيضًا تورطت في قضية تهريب أسلحة سابقة، وهناك قضايا منظورة في محكمة أمن الدولة. وأما فيما يتعلق بحظر الجماعة، فان العرموطي يقفز عن مجريات المسار القانوني والقضائي بما يخص الجماعة منذ العام 2020، كما يقفز عن اعترافات عدد من أعضاء الخلية بما يخص انتماءاتهم السياسية إلى الجماعة؟.
3/3
ختامًا، أسوة بمن سبقه من قيادات حزبية، فإن العرموطي بما يقوم به يعجل بمصير أكثر صعوبة على حزب جبهة العمل الإسلامي. عبر استخدام أسلوب النفي والتضليل. صدقًا، لو أنه لم يجر تلك المقابلة لكن أسلم له وللحزب. لذلك فربما أنه من الأفضل له أن يعتزل سياسيًا؟ مع ضرورة التأكيد على أن حزب جبهة العمل الإسلامي لا يزال يفتقر إلى قيادة كاريزمية تعبر به هذه الأزمة القاسية. كثيرون مثلي يريدون بقاء حزب جبهة العمل الإسلامي، لكن قيادات الحزب، ومن ناحية فعلية، تسير به نحو الحل أو التحجيم القاسي جدًا. لقد حان الوقت لإيجاد متحدث آخر يتحدث باسم حزب جبهة العمل الإسلامي؟ من أجل إنقاذ الحزب؟