يرسم الأردنيون صورة ملهمة عندما يحتفلون باستقلال وطنهم. يفيضون إلى الشوارع والساحات رافعين العلم، وتصدح حناجرهم وحناجرهن بالأهازيج والأشعار، بعبارات الفرح والفخر بالوطن والقيادة والمؤسسات والمنجزات أو التضحيات.
رسالة الأردنيين وهم يزينون أرض وطنهم من أقصاه إلى أقصاه، وصلت إلى القاصي والداني، إلى الشقيق والصديق، وإلى الحاسد والكاره أيضاً.
هذا هو الأردن، وها هم الأردنيون والأردنيات، يخرج غنيهم وفقيرهم، العاملون والمتعطلون، الصبايا والشباب والشيوخ أيضاً، ويرسمون أجمل لوحة ويعبّرون عن أسمى معاني الانتماء للوطن والولاء لقيادته الهاشمية.
أثبت الأردنيون على المدى اعتزازهم الوطني بدفاعهم عن وطنهم وصون وحدته واستقراره، وصانوه بمنجزاتهم التي لا تُضاهى، وانحيازهم لقضايا أمتهم.
عانت دول شقيقة من العبث والمؤامرات والعنف والقتل والدمار. أُهدرت ثروات في توظيف الحقد والكراهية والتشظي والتطرف، وانهارت مؤسسات واقتصادات وأنظمة، وباتت تكافح من أجل استقلال جديد يبدو بعيد المنال.
وعانى الأردن من أزمة تلو أخرى من حوله ضغطت على أمنه واقتصاده، وكذلك عانى من محاولات العبث بأمنه من الداخل أيضاً، لكنه وبحكمة قيادته وتماسك شعبه واجهها ولا يزال بشجاعة وصلابة، وكرم أيضاً.
يدرك الأردنيون أنهم بنوا وطناً مزدهراً يُشار إليه بكل احترام، رغم شح الموارد واضطرابات الإقليم.
الأردن القوي هو مصدر أمل مواطنيه بالغد الأفضل، مثلما هو ضمانة الأشقاء المنكوبين من حولنا.
مواقف الأردن القومية والإنسانية الثابتة هي مصدر فخر الأردنيين كذلك، والأردن القوي هو القادر على مواصلة مسيرة البناء والتعافي، وعلى دعم الأشقاء والدفاع عن قضاياهم، ولا سيّما القضية الفلسطينية التي وصلت اليوم إلى أخطر مراحلها، وكذلك مساندة الأشقاء السوريين واللبنانيين في هذه اللحظات التاريخية الحرجة التي تمرّ بها أمتنا العربية.
الصورة التي رسمها الأردنيون ووصلت إلى كافة أقطار العالم، عبّرت بوضوح عن معاني الاستقلال، وعن الفخر بوطن يحمل رسالة نبيلة، وبقيادة أردنية عربية هاشمية تمتلك شرعية النسب والعدل والإنجاز.
الاستقلال مناسبة للفخر بالبُناة الأوائل، للتضحيات، ولمراحل البناء والتطور، للشهداء، وللروّاد في كل القطاعات، وللمؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية.