النسخة الكاملة

يحق لنا الفرح في عيد الاستقلال

السبت-2025-05-24 09:57 pm
جفرا نيوز -
المحامي فهد فريد جبر 

في الخامس والعشرين من أيار، يتوقف الزمن لحظة، ليلتفت الأردنيون إلى ذاكرة وطنٍ وُلد حراً، ونما بالعزم، واشتدّ ساعده بالصبر والإرادة. إنه عيد الاستقلال، التاسع والسبعون هذه المرة، لكنه في القلب كما كان في المرة الأولى؛ شعورٌ متجدد بالفخر، واعتزاز لا يشيخ.

يحق لنا الفرح، لأننا أبناء وطن لم يعرف الانكسار، وطنٌ صاغ استقلاله بالكفاح، لا بالمساومة. حين خرجت الإرادة الأردنية من عباءة الانتداب عام 1946، لم تكن تلك مجرد لحظة سياسية، بل بداية حكاية شعب آمن بحقه في أن يكون سيداً على أرضه، وأن يبني دولته بحب، ويصونها بالعرق، ويزهرها بالعقل.

نفرح اليوم لأننا لم نحِد عن الطريق. رغم التحديات التي واجهتنا على مدار العقود، لم نضعف، ولم نتراجع. الأردن في القلب، مؤكداً على الوقوف بحكمة وثبات في محيط مضطرب، مستمراً في بناء مؤسسات الدولة، وتعزيز الاستقرار، وتحقيق الإصلاح تلو الإصلاح. 
نعم لقد اختار الأردن دائماً طريق الصبر والعمل والكرامة.

يحق لنا الفرح لأن خلف هذه الدولة جيشاً باسلاً، وأجهزة أمنية يقظة، وشعباً وفياً لا يساوم على رايته، ولا يتردد في بذل الغالي والنفيس من أجلها. في كل بيت أردني قصةُ شهيد، أو جندي، أو معلم، أو فلاح، أو طبيب، أسهم في بناء هذا الوطن لبنةً لبنة، بضميرٍ حيّ وانتماء لا يُشترى.

ولأن الفرح لا يكتمل إلا بالأمل، فإن عيد الاستقلال ليس محطة وقوف، بل منصة انطلاق نحو المستقبل. مستقبلٌ يصنعه شبابُنا المتسلّحون بالعلم والطموح، والمؤمنون بأن الانتماء لا يُقاس بالشعارات، بل بالفعل والإبداع.

في عيد استقلالنا التاسع والسبعين، نقولها من القلب:
نعم، يحق لنا الفرح.
ويحق لنا أن نرفع الرأس عالياً ونقول للعالم هذا هو الأردن… وطن الكرامة والعزيمة والسلام.

كل عام والأردن بخير
وكل عام ونحن على العهد باقون
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير