بكل فخر وتأثر ، قرأت مقال الدكتور أكرم النوافلة "الأردن يحتفي بعيد الاستقلال التاسع والسبعين : مسيرة عزة وكرامة ونهج ثابت نحو المستقبل"، ذلك المقال الذي لم يكن مجرد كلمات عابرة، بل وثيقة وجدانية صادقة، كتبت بحبر الانتماء وحرارة الحب للوطن.
استطاع الدكتور أكرم أن يختزل في سطور قليلة تاريخًا من المجد والكرامة، ويذكّرنا نحن الأردنيين، سواء على أرض الوطن أو في الغربة، بقيمة ما نملك. فنحن – من نعيش خارج حدود الأردن – نعرف جيدًا ماذا يعني الوطن، وندرك تمامًا أنك لا تدرك حجم الوطن الحقيقي إلا حين تغيب عنه، وتجد نفسك تشتاق لترابه ولهجته وملامحه ودفء ناسه.
لقد حمل المقال مضامين نبيلة، إذ سلّط الضوء على لحظة الاستقلال التي صنعها الأحرار بقيادة الملك المؤسس، ومضى في تتبع مسيرة البناء التي لم تتوقف حتى يومنا هذا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، وهو بذلك يذكّرنا بأن الاستقلال ليس فقط مناسبة نحتفل بها، بل مسؤولية نعيشها ونحملها جيلاً بعد جيل.
وأجمل ما في المقال أنه لم يكن خطابًا رسميًا جامدًا، بل حديثًا من القلب إلى القلب، يعبّر عن ضمير الوطن وصوت الأردني الأصيل، ويدعو إلى ترسيخ قيم المواطنة والوفاء والاعتزاز بالهوية الوطنية، وهي قيم باتت أكثر أهمية في زمن التحديات والتحولات.
كما عهدناك قامة علمية وفكرية، يُصافح قلمك العقول قبل العيون، ويغرس في القلوب محبة الوطن ، فكل التحية والتقدير لك على هذه الكتابة الراقية التي نحتاجها لتذكيرنا بجمال وطننا، ولغرس الأمل فينا من جديد، لا سيما ونحن نعيش بعيدًا عن الديار ،فالأردن ليس فقط مكانًا نولد فيه، بل هو انتماءٌ لا يغادر القلب، ومسؤولية نكبر بها، وعهد لا نُخِلّ به.
كل عام والأردن حُرٌّ أبيٌّ، ودامت قيادته الهاشمية وشعبه الأصيل في خير وعزّ.