النسخة الكاملة

إسرائيل نحو مزيد من الجرائم.. جريمة دبلوماسية

الخميس-2025-05-22 10:34 am
جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي

إمعان وإصرار على مزيد من الخروقات الفاضحة للقوانين، ومزيد من الجرائم التي تصرّ إسرائيل على اقترافها بشكل يومي، دون الأخذ بأي شكل من أشكال السلام، واحترام القوانين، ولا حتى الأعراف مهما كانت تصنيفاتها، تصرّ على ذات النهج الكارثي دون توقف بل على العكس بخطوات تزداد تسارعا نحو الانتهاكات والاعتداءات والجرائم.

بالأمس، وفي انتهاك جديد، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه وفد دبلوماسي يضم أكثر من 25 سفيرًا عربيًا وأوروبيًا، من بينهم السفير الأردني في رام الله، إلى جانب عدد من الصحفيين العرب والأجانب، أثناء قيامهم بجولة ميدانية في محافظة جنين في الضفة الغربية المحتلة؛ للاطلاع على الأوضاع الإنسانية فيها، لتضيف إسرائيل لصورتها جريمة جديدة، ولجرائمها المزيد من المخالفات للقوانين الدولية، وإن كان ما حدث أمس يتجاوز حدّ الانتهاك وهذه المفردات التي باتت تعدّ وردية مقارنة بحجم اعتداءات إسرائيل وجرائمها، فما حدث انتهاك واضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تخالف جميع الأعراف الدبلوماسية.

وربما في تكرار جرائم إسرائيل جزء من مواجهتها، ذلك أن السكوت على ما تقوم به جريمة أخرى يقترفها الصامت، لذا فإن المجاهرة بهذه الجرائم مواجهة، ونضال يقف سدّا منيعا أمام ظنّ إسرائيل أن أحدا لا يرى جرائمها ولا يتحدث عنها، لذا فإن تكرار كل ما تقوم به إسرائيل واجب ومسؤولية، فما بالك وأننا نتحدث عن استهداف سفراء من بينهم السفير الأردني في رام الله، ففي ذلك جريمة وانتهاك للأعراف الدبلوماسية، وسعي كارثي لمنع انتشار بشاعة جرائم الاحتلال للعالم، فما سعت له إسرائيل من هذه الجريمة منع عين السفراء من رؤية كوارثها في مخيم جنين، لتضاعف جريمتها وتزيدها خطورة.

الأردن، أعلن فور هذا التجاوز الفاضح للقوانين وللأعراف الدبلوماسية ادانته بأشد العبارات  لإطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه الوفد الدبلوماسي والذي كان من بينهم السفير الأردني في رام الله، ورفضه المطلق وإدانته الشديدة لهذا الاستهداف الذي يُعدّ انتهاكًا للاتفاقيات والأعراف الدبلوماسية، والمس بمن يتمتع بالحصانة للبعثات الدبلوماسية، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف عدوانها على غزة بشكل فوري وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وطالما نادى الأردن بأن وقف كل جرائم وانتهاكات إسرائيل يجب أن يتم بضغط دولي، فما حدث أمس أشّر على مسألة هامة وخطيرة فأن يتم استهداف سفراء فهي مسألة حقيقة خطيرة، على العالم التنبه لخطورتها.

للأسف غياب الحزم الدولي في التعامل مع إسرائيل ووقف حربها على غزة، وجرائمها في الضفة الغربية المحتلة، يزيد من طينة مخالفاتها بلة، فهي تمضي نحو مزيد من الجرائم التي لم تعد بالمطلق تراعي بها حتى من يتمتع بالحصانة الدبلوماسية، على الرغم من أن من يمس الخصوصية الدينية ويقتل الأطفال والنساء، ويقتل أطفالا بالجوع، يجب ألا نتفاجأ من جرائمه وانتهاكاته، وهو ما قامت به إسرائيل وتصر عليه بل تصرّ على مزيد منه، ففي استهداف 25 سفيرا سابقة في الانتهاكات والجرائم والتجاوزات، يجب أن يحرّك ساكن ردود فعل العالم!!!.

يجب أن تتوقف إسرائيل عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وان تتم محاسبة مقترفي هذه الجرائم، فلا يمكن بقاء إسرائيل فوق الأعراف والقوانين والمحاسبة، يجب وقفها ومحاسبتها، فمن الواضح أن في جعبتها ما يزال الكثير من الجرائم والتجاوزات والانتهاكات ففي انتهاكها للحصانة الدبلوماسية لـ 25 سفيرا، جريمة دبلوماسية، وأخلاقية وقانونية، وإنسانية، يجب أن يقابلها ردة فعل حازمة على مستوى دولي، حتى لا تبقى تعيش في عالمها المتحجّر من العداء والجرائم وتستمر بممارسة ذلك على الأشقاء الفلسطينيين.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير