النسخة الكاملة

هل سيكون هناك موقف أردني تصعيدي تجاه إسرائيل؟

الأربعاء-2025-05-21 01:52 pm
جفرا نيوز -
الدكتور محمود عواد الدباس

1/3

شهدت الأيام الماضية تصعيدًا كبيرًا من الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل. هذا التصعيد تجاوز الكلام السياسي نحو خطوات تصعيدية. من الإجراءات التصعيدية: استدعاء سفير إسرائيل في دولة أوروبية، تصويت على وقف بيع   أسلحة لها في برلمان دولة أوروبية أخرى، وقف الاستمرار في مناقشة اتفاقيات التجارة معها في الاتحاد الأوروبي. الملاحظ هنا، وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، أن هناك أسلوبين في التعامل مع القضية الفلسطينية. في جانب، هنالك كلام سياسي. وفي موضوع آخر، هناك إجراءات تصعيدية. في مجال حق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني، هنالك كلام ومواقف إيجابية معلنة. لكن فيما يتعلق بالمجاعة التي يواجهها أهالي غزة، فإن الاتحاد الأوروبي وبعض دوله يذهب نحو إجراءات عملية تصاعدية سلبية تجاه إسرائيل.

2/3

أمام هذه الوقفة الأوروبية غير المسبوقة، السؤال اليوم: هل سيكون هناك موقف أردني يتناغم مع موقف دول الاتحاد الأوروبي؟ خلال كتابة المقالة، كنت أفكر بنوعية الخطوة التي يجب على الأردن اتخاذها الآن. وجدت أقربها هو الإعلان عن إغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان والسفارة الأردنية في تل أبيب حتى إشعار آخر، أي إلى حين السماح من قبل إسرائيل بدخول المساعدات إلى غزة لتفادي موضوع المجاعة. في ذات السياق، كان  السؤال: ما هي إيجابيات ذلك؟  الإيجابيات أنه ينسجم مع موقف دول الاتحاد الأوروبي من أجل زيادة الضغط على إسرائيل من أجل السماح بدخول المساعدات. لكن بعد تحقق هذا الهدف، تعود الأمور إلى طبيعتها ويتم إلغاء القرار المتخذ. في ذات الاتجاه، ومن أجل تعظيم قوة التأثير، فالأفضل أن يكون هذا القرار جماعيًا من ثلاثة دول هي الأردن ومصر وتركيا. والسبب أنها من وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل.

3/3

ختامًا، حيث أن الواقع يهدد الأولويات، فإن الأولوية الأولى هي إنقاذ أهالي غزة من المجاعة. مما يتطلب أن نستخدم كافة أدوات الضغط الدبلوماسي من أجل تحقيق هذا الهدف. مع استمرار إيماننا بالسلام مع إسرائيل، حيث لا يوجد خيار آخر. بكل تأكيد أن الخطوة المقترحة عندما تأتي من دول لها معاهدات سلام مع إسرائيل، فهي أقوى في التأثير من الدول أو الجماعات التي لا تؤمن بذلك. هي فرصة تاريخية أن نمارس أدوات الضغط الدبلوماسي التي تسمح بها اتفاقيات السلام مع إسرائيل. يساعدنا على ذلك سير دول الاتحاد الأوروبي في ذات الاتجاه. إضافة إلى وجود تباين ما بين الإدارة الأمريكية مع الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير