النسخة الكاملة

الانتقال من مرحلة… (أمريكا أولًا)…إلى مرحلة… (ترامب أولًا)؟

الإثنين-2025-05-19 12:21 pm
جفرا نيوز -
الدكتور محمود عواد الدباس

1/3

يبدو أن المحرك الداخلي في كل تصريحات وقرارات الرئيس الأمريكي ترامب هو مخالفة قرارات الرئيس الأمريكي السابق بايدن. ترامب في كثير من لقاءاته الإعلامية يتهم سلفه علنًا بالغباء، وأن قراراته لم تخدم الولايات المتحدة الأمريكية سياسيًا واقتصاديًا. في الشهور الماضية، هنالك العديد من الأمثلة التي تعزز تلك الفرضية. نبدأ من إيران. في هذا يقول ترامب إنه في نهاية ولايته الأولى قد أوصل إيران إلى مرحلة الإفلاس المالي نتيجة للعقوبات الاقتصادية التي فرضها عليها. لكن عندما جاءت إدارة بايدن، فقد مكنت إيران من النهوض الاقتصادي من جديد، مما مكنها من تمويل حروب الوكالات في المنطقة. مثال آخر، يقول ترامب موجهًا حديثه إلى دول الخليج العربي خلال زيارته الأخيرة لهم إنه تم تهميشهم في إدارة بايدن، على عكس ما فعل ترامب في ولايته الأولى. في الاتفاقيات الإبراهيمية، يقول ترامب إن إدارة بايدن لم تكمل العمل بها بعد أن تمكن في ولايته الأولى من توقيع أربع دول عربية عليها. على الصعيد الدولي، توجد أيضًا أمثلة أخرى أبرزها قول ترامب إن إدارة بايدن قدمت المليارات إلى أوكرانيا في حربها مع روسيا دون أن تستفيد الولايات المتحدة الأمريكية شيئًا من ذلك. بالطبع، هنالك الكثير من الأمثلة المشابهة، لكن نكتفي بما تم ذكره. مع الإشارة هنا إلى بدايات توقف هذا الأسلوب الذي سار عليه ترامب تجاه بايدن  منذ البارحة نتيجة الإعلان عن إصابة بايدن  بسرطان البروستاتا حيث تمنى ترامب الشفاء العاجل للرئيس الأمريكي السابق . 

2/3

في العودة إلى ولايته الأولى، كان ترامب في كل خطاباته يرفع شعار (أمريكا أولًا). لكن نتيجة عودته إلى الرئاسة الأمريكية مرة أخرى، انتقل ترامب إلى مرحلة جديدة في حياته السياسية شعارها (ترامب أولًا)! إلى درجة أنه بات يطمح برئاسة ثالثة، حسبما ورد في بعض تصريحاته الإعلامية. كما بات يطمح للحصول على جائزة نوبل للسلام. بكل تأكيد، أن وصول ترامب إلى مرحلة السعي نحو تطبيق شعار (ترامب أولًا) قد يواجه احتمالين اثنين: الأول هو توافق الشعارين معًا، أو تعارض ما بين الشعارين الاثنين. فربما يكون شعار (ترامب أولًا) يفضي إلى تطبيق شعار (أمريكا أولًا)، وقد يكون شعار (ترامب أولًا) يضر أو يتعارض مع شعار (أمريكا أولًا).

3/3

ختامًا، منذ أن أقسم ترامب قسم الرئاسة الثانية، لم تتوقف الأحداث ولم تتوقف القرارات. بات العالم كله يتحرك يوميًا على تصريحات وقرارات ترامب بدلًا من التحرك على أوقات الساعة الزمنية. خلال طيلة الشهور الماضية وإلى الآن، ما زال ترامب في مرحلة الهجوم، والجميع في مرحلة الدفاع. بكل تأكيد، أن مرحلة الهجوم المستمر التي يعيشها ترامب تستند إلى إبعاد نفسية أبرزها الرغبة في المخالفة من أجل التمييز، وكذلك الطموح الشخصي العالي جدًا مع الرغبة في السيطرة على الخصوم والشركاء والحلفاء، مع العمل على مدحهم واستفزازهم في ذات الوقت أو تقريبهم ثم إبعادهم. لا ندري في قادم الأيام هل سيبقى الحال كما هو الآن، أم قد يلتقط الجميع أنفاسهم كي تبدأ الهجمات المرتدة تجاه ترامب. فإذا فشلت ردة الفعل العالمية، نجح شعار (ترامب أولًا). أما إذا فشلت ردود الفعل العالمية، فستكون النتيجة تحقق شعار (ترامب أولًا)؟ في قادم الأيام أو الشهور القادمة ستكون الإجابة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير