جفرا نيوز -
السودان يتأرجح على شفا هاوية كارثية، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية ويتغلغل الإرهاب بمساعدة مليشيات إسلامية متطرفة تُهيمن على القرار العسكري، تحالف الجيش السوداني مع جماعات متطرفة، مدعوماً بعلاقات مقلقة مع إيران وتركيا، إلى جانب استخدامه لأسلحة محرمة ورفضه للسلام، يُنذر بتحول البلاد إلى ملاذ آمن للإرهاب العابر للحدود. في خضم هذا الانهيار، يعاني ملايين المدنيين من جحيم الحرب والجوع والنزوح.
وحشية المليشيات وصدى داعش
المليشيات الإسلامية المتحالفة مع الجيش السوداني تُمارس عنفاً يُذكّر بأساليب تنظيم داعش. في مدينة الخوي بغرب كردفان، نفّذت هذه الجماعات هجوماً مروعاً ضد مدنيين من إثنية دار حمر، متهمين إياهم بدعم قوات الدعم السريع، وهو أساليب تعيد الى الاذهان مشاهد الرعب التي نشرها داعش قبل سنوات في العراق وسوريا، وبدات تظهر بالسودان بشكل متزايد مع توسع سيطرة ونفوذ الكتائب الاسلامية المتطرفة، خصوصا منذ بداية العام الجاري حيث تككرت مشاهد الاعدامات والتعذيب والذبح في مناطق كثيرة منها الخرطوم زام درمان وولاية الجزيرة
شهادة ناجٍ من إحدى تلك المجازر ، وثّقتها منظمة العفو الدولية في أبريل 2025، وصفت المشهد: "قطّعوا رؤوس الشباب أمام عائلاتهم وهم يهتفون بشعارات دينية، كما في مقاطع داعش."
هذه الوحشية لم تعد حلات معزولة، بل تُظهر نمطاً متكرراً من الإعدامات العلنية والاستهداف العرقي الذي ظهر جليا في الخرطوم بعد سيطرة الجيش عليها في ماس الماضي
أسلحة محرمة ورفض السلام
الجيش السوداني، بدلاً من حماية المدنيين، يُفاقم المأساة باستخدام أسلحة محرمة دولياً. تقرير للأمم المتحدة في مارس 2025 وثّق استخدام الجيش لأسلحة كيميائية، بما في ذلك غازات سامة، في مناطق مثل دارفور وكردفان، مما تسبب في سقوط مئات الضحايا المدنيين. هذه الجرائم تُضاف إلى رفض الجيش المتكرر لمقترحات السلام.
في محادثات جنيف في فبراير 2025، أجهض الجيش محاولات التوصل إلى هدنة إنسانية، مفضلاً تصعيد العمليات العسكرية على حساب حياة المدنيين.
تحالفات خطيرة وهيمنة المليشيات
تحالف الجيش مع مليشيات إسلامية متطرفة، مدعوماً بدعم لوجستي وعسكري من إيران وتركيا، يُهدد بتحويل السودان إلى مركز للإرهاب الإقليمي، تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في أبريل 2025 كشف أن "إيران تزوّد الجيش السوداني بطائرات مسيّرة وأسلحة متطورة، بينما تُسهم تركيا في تدريب المليشيات المتحالفة معه." هذه التحالفات تُعزز نفوذ المليشيات المتطرفة، التي باتت تُهيمن على قرارات الجيش، مما يُعيد إلى الأذهان تجربة داعش في السيطرة على مناطق واسعة عبر الفوضى.
هذه المليشيات لا تكتفي بالعنف، بل تتبنى أيديولوجية جهادية تُبرر جرائمها بخطاب ديني متطرف. تقرير لمركز مكافحة الإرهاب في وست بوينت في مارس 2025 حذّر من أن "تغلغل المليشيات الإسلامية في السودان يُشكل تهديداً للأمن الإقليمي، مع احتمال تحول البلاد إلى قاعدة للجماعات الإرهابية العابرة للحدود."
كارثة إنسانية غير مسبوقة
الوضع الإنساني في السودان بلغ مستويات مأساوية. وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في أبريل 2025، يحتاج 26.5 مليون سوداني - أكثر من نصف السكان - إلى مساعدات إنسانية عاجلة. نزوح 12 مليون شخص، انهيار النظام الصحي، وتفشي المجاعة يُهدد حياة الملايين. تقرير لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) في مارس 2025 أشار إلى أن "7 ملايين سوداني يواجهون خطر المجاعة الحادة بسبب الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية من قبل المليشيات والجيش."
في مناطق النزاع، تمنع المليشيات وصول المساعدات، مستخدمة الجوع كسلاح لإخضاع السكان، في تكتيك يُشبه أساليب داعش في سوريا والعراق. هذا الحصار يُفاقم معاناة المجتمعات الضعيفة، التي تُواجه الموت بسبب نقص الغذاء والدواء.
مستقبل مظلم ودعوة للتحرك
السودان يقترب بسرعة من التحول إلى ملاذ للإرهاب، مدفوعاً بهيمنة المليشيات المتطرفة، تحالفات الجيش المشبوهة، واستخدامه لأسلحة محرمة. هذه الأزمة تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم، وإجبار الجيش على قطع تحالفاته مع الجماعات الإرهابية، وفتح ممرات إنسانية، و المجتمع الدولي مدعو لفرض عقوبات على الدول التي تدعم هذا الانهيار، بما في ذلك إيران وتركيا، لمنع تحول السودان إلى قاعدة للإرهاب العالمي.