أثار "الليمون " أزمة مهمة أخيرا و مرتبطة بالارتفاع الجنوني لأسعاره، و سماح وزارة الزراعة باستيراده من جهات مجهولة ، و احتجاج قطاعي على الآليات توزيع تصاريح الاستيراد .
و في القطاع الزراعي ، لدينا أزمة أخرى في تصدير و استيراد الاغنام ، و خصوصا إناث الأغنام " العبر " ، واحتجاج مربو مواشي على تصديرها إلى دول عربية مجاورة ، وتوطين إنتاج سلالة من الغنم الأردني هناك .
و أزمة أخرى متعلقة بارتفاع أسعار الأضاحي ، ومنح رخص استيراد الأغنام من دول عربية وأجنبية.
و أزمة أخرى متعلقة في التشكيلات الادارية في وزارة الزراعة ، وتم إقرارها خارج لوائح المنافسة الصادرة عن وزارة تطوير القطاع الحكومي و ديوان الخدمة المدنية .
يوم الأربعاء ، والأسبوع قد شارف على الانتهاء .
موضوع الليمون ، و الأغنام و الأضاحي و أناث الاغنام أخذ مساحة واسعة من الجدل و النقاش .
وتابعت كل صغيرة وكبيرة كتبت و حكيت بالمواضيع المذكورة .
و قد ، اعجبني صراحة ، الأداء القطاعي لرئيس جمعية الحمضيات الأردنية عبدالرحمن الغزاوي ، و قد خاض حربا مهنية ضد قرارات الوزارة غير الموضوعية و المجحفة .
و الأهم ، ما طرح من سؤال هام ، ويحذر من مصدر و هوية الليمون المستورد للأردن.
و أثار انتباهي تعليق لزميل يقول : معقول أن قرار استيراد الليمون أحتاج من الحكومة أسبوعا وأكثر للدفاع والتبرير ، والرد ، وإصدار بيانات و غيرها .
وزير الزراعة ضيف دائم على إذاعة مغمورة و قناة المملكة للرد على منتقدي قرار استيراد الليمون ، و الرد على تحميل الوزارة مسؤولية ارتفاع أسعار الليمون الجنونية ، و صيغ وأشكال الاحتكار غير المرئي والمرئي في الاقتصاد الزراعي .
والمشكلة والطامة المهنية الكبرى ، ان الزملاء في الإذاعة المغمورة و المملكة و شاشات أخرى ، يسمعون إلى رواية وزارة الزراعة ، و لا يسمعون ماذا يقول التجار و اتحادات و نقابات وممثلي المزارعين و المستوردين و المصدرين ؟!
المشكلة ليست في الليمون ، و بعد اسبوعين ، سوف تتفجر أزمة الثوم ، والمشكلة ليست بالاغنام .. ولكن ، في الثقة بين المواطن والمزارع والتاجر مع وزارة الزراعة .
معالي الدكتور يعرب القضاة، وزير الصناعة و التجارة يوميا يصدر عشرات القرارات باستيراد سلع ومواد غذائية ، ويصدر قرارات في صلب الأمن الغذائي الأردني ، ولكنها لا تثير جدلا ولغطا كبيرا ، لان الإعلام و الاردنيين والتجار و إطارهم النقابية في غرفتي التجارة و الصناعة يثقون بالوزير القضاة ، و يثقون في قراراته ، و يعرفون أن حاكمية القرار في وزارة الصناعة و التجارة خالية من الشهوات .
تخيلوا ، لو كل مادة أو سلعة مستوردة ، او مصدرة تم إثارة جدل ولغط حولها بهذا المعدل، والكم الذي رافق الليمون والثوم و الأغنام .
حكومة الدكتور جعفر حسان ، وفي المئتي يوم الاولى من عمرها ، أفضل ما تنعت : بانها حكومة الليمون و حكومة اناث الاغنام ، وحكومة
الثوم .
أزمة الليمون و الأغنام و تصدير الاناث لم تنتهِ ، وهي متلازمة للحكومة، ولو أن الوزير ظهر على شاشة بي بي سي و سي أن ان ، و فوكس نيوز ، وروج لرواية الوزارة .
و معي أني شخصيا ، اتمنى للحكومة طول العمر ،ووافر الشعبية .. و لكن ، يبدو أن ازمة الليمون ستكون علامة لا يمكن محوها من ذاكرة الاردنيين ، الا أن اسرع رئيس الحكومة بإجراء تعديل وزاري على حكومته .
من أسبوع ، الأردنيون لا يذكرون حكومة جعفر حسان الا بالليمون والثوم والأغنام .
و على كل الاحوال ، شوفوا يوم العيد ماذا سيقول الناس عن الحكومة ، عندما ينصدمون في أسعار الأضاحي ؟