النسخة الكاملة

وطني.. عظيم الفعل

الأحد-2025-05-11 10:16 am
جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي

على الرغم من اختلاف أساليبهم، أو ظنّهم بأنها أساليب مختلفة، إلاّ أنهم معرفون تماما، ذات الجهات وربما ذات الأشخاص، بأساليب تحاول جاهدة لملمة كل ما تملك من ذكاء – إن وجد- للإساءة لوطن بعملقته وعملقة مواقفه قزّم كل مواقف العالم، وجعلها تبدو أمام ما يقوم به من مواقف قيد أُنملة، يتصيّدون للأردن بلغة ضعيفة كما هم وكما شخصياتهم، ومن اتهامات ومن حجج هشّة يركضون بها في حلقة مفرغة، تسبب لهم وحدهم دوارا فالأردن عصيّ على كل ما يسعون له من مؤامرات، وهذه ليست شهادة أردنية إنما شهادة فلسطينية وغزّية نسمعها كصحفيين كل يوم مئات المرات.

أن يتم استهداف الدور الأردني من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، أظنه الجنون بعينه، وكأن من يسعى لذلك لا يسمع من الأهل في غزة، والضفة الغربية، ماذا يقولون عن الأردن بلد النشامى، البلد الذي لم يتركهم على مدى أكثر من عام، دعما وسندا متلمسا احتياجاتهم الإنسانية والإغاثية والغذائية والصحية والتعليمية، وطن لم يكن غيره في غزة مقدما خدمات وسندا بكافة المجالات، والأهم لم يترك غزة للحظة وحدها، إنما سندها بحرفيّة التفاصيل، وطالما يردد الغزيون أن الأردن الوطن الذي لم يخذلهم، ولم يتركهم دون عون ولم يتخل عنهم على كافة الأصعدة بما فيها السياسية والدبلوماسية.

من لا يرى الدعم الأردني للأهل في غزة، وكذلك في الضفة الغربية، هو عمى العين والبصيرة، فما فعله الأردن حقيقة لا يُمكن وصفه، والأهم مما قدّم الأثر الذي تركه ويتركه، ليس هذا فحسب إنما كان الأردن وما يزال وسيبقى طريق الأمل للغزيين، وطريق الأمان لكل من يرغب بإيصال المساعدات للأهل في غزة، بكل حبّ وبتقديم كافة التسهيلات بإيمان مطلق أن هذا واجب إنساني ووطني تجاه الأهل في غزة، يجب ألا يتوقف، بل على العكس يزداد ويتنوّع وفقا لاحتياجاتهم التي تزداد يوميا نتيجة الحرب الكارثية التي لم تبق لهم أي من مقومات الحياة.

من يشكك بدور الأردن أيّا كانت صيغته بذلك، وأيّا كانت ادعاءاته، نشفق عليهم، فكما هم معرفون باتوا، محليا، هو كذلك للأهل في غزة من ينطقون بالحقيقة كاملة تجاه الأردن، وكذلك عربيا وحتى دوليا، هو استهداف يتبطنه حقد وكراهية للأردن، وسعي لمنعه من إكمال دربه في عون غزة، ومد يد السند لها، يريدون وقف الأردن عن عطائه، لأجندات حقيقة باتت مكشوفة، وقبيحة القلب والقالب، أجندات لا ترى فلسطين، ولا غزة، ولا أي احتياجات للفلسطينيين، فهدفهم الأول والأخير تلفيق الأكاذيب على الأردن، وفي كل مرة يتم اختيار أكاذيبهم وفقا للظرف والمرحلة، ذلك أن ذات الأكاذيب وذات الاستهداف كان قد تعرض له الأردن في أوقات سابقة، لا أريد سردها ليس عجزا بلغتي ومعلوماتي بطبيعة الحال ولكني أرى بأن تكرار أكاذيبهم مكاسب لهم وإن كانت تُنقل لأغراض الكتابة فقط، لكن المساهمة في نشرها أو إعادة ذلك لا يستحقون هذا الأمر فهم حقيقة أصغر من ذلك، وأصغر من أي حضور لهم بين أسطرنا!!!

الافتراءات على الأردن لما قدّم على مدى قرابة العامين، بعظيم العمل والإنجاز، ومدّ جسور مساعدات، وتقديم عون إنساني وإغاثي، وتعليمي، ووجود مستشفيين ميدانيين في غزة، ناهيك عن باقي مدن فلسطين، وغيرها من أوجه العطاء الأردني المقدم بكل حبّ، حقيقة يضيق الوقت أمام سرد تفاصيله، فكان لهم الاكتفاء اكتفاءهم الذين يرددون دوما حجم عظمته، بكل روح أخوية، وتأكيدات دائمة أن الأردن لا يريد حتى الحديث عما يقدّم لأنه واجب أخوي لا ينتظر منه حتى كلمة شكر، فهذا هو الأردن ودون ذلك مجرد لهاث خلف حلم والأحلام خُلقت للنائمين، فيما يبقى الأردن عظيما ولن يتمكنوا منه بكل ما يقومون به من وسائل حقيقة بالية جدا، ومهترئة.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير