في خطاب تحريضي غير مسبوق يوظف رئيس حكومة « إسرائيل « نتنياهو وأعضاء ائتلافه اليميني المتطرف المصطلحات والخطاب الديني لتبرير حربه في غزه والضفة الغربية والقدس وقد دخلت عامها الثاني ويبرر حربه على لبنان وسوريا واليمن ويحشد معه غلاة المتطرفين لجر المنطقة للحرب الدينية .
خلال اجتماع الكابينت وقرار توسيع الحرب وتغيير اسم عملية «السيوف الحديدية» إلى «حرب القيامة» إلى إطلاق اسم العملية الإسرائيلية الجديدة في غزة التي صادق عليها الكابينيت هو «عربات جدعون». وهذا الاسم له دلالات دينية وتاريخية وعسكرية مقصودة، وتوضيحها كما يلي:`
المعنى الرمزي لـ»عربات جدعون»:
1. جدعون: هو شخصية توراتية من سبط منسّى، عُرف بأنه قاد مجموعة صغيرة من المقاتلين وانتصر على جيش المديانيين الأكبر عدداً عبر حيلة وخطة عسكرية ذكية، بحسب النص التوراتي (سفر القضاة).
2. في اللاهوت العسكري الصهيوني، يُمثل جدعون رمزاً للنصر من موقع ضعف أو قلة عدد، والاعتماد على «الشرعية الإلهية» في القتال.
3. عربات: تشير إلى مركبات القتال الحربية القديمة، وهي رمز للقوة والتحرك السريع والانقضاض. وفي السياق الحديث، قد تشير إلى الدبابات أو التقدم التكنولوجي العسكري. والخلفية التاريخية، أن إسرائيل أطلقت على إحدى عملياتها في النكبة عام 1948 اسم «عملية جدعون»، والتي هدفت إلى السيطرة على منطقة بيسان (بيسان الفلسطينية) وطرد سكانها الفلسطينيين.وأن إطلاق اسم «عربات جدعون» اليوم قد يشير إلى صدى تاريخي مع عمليات الطرد والهيمنة السابقة، ما يعزز الطابع الاستعماري-ألإحلالي للاسم.
تغيير الكابينت وإطلاق اسم «عربات جدعون» على توسيع الحرب هو اسم اختير بعناية ليعطي شرعية دينية وتاريخية للعملية، ويوحي بالقوة والعزيمة في القتال، وفي الوقت نفسه يلمّح إلى نَفَسٍ استعماري قديم متجدد، حيث يُعاد استخدام شخصيات توراتية لإضفاء قداسة على العنف العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
وهذا التغيير على اسم توسيع العملية العسكرية ،يثير الكثير من التساؤلات ويثير الجدل حول الهدف من هذا الاسم الذي يعد مستوحى من التوراة وهو في حقيقته وجوهره تحريض ديني ويقود المنطقة للحرب الدينية التي يشعل شرارتها نتني اهو وائتلافه اليميني الديني المتعصب وحقيقة القول أن دلالة الاسم الجديد « هو نوع من الهلوسة الدينية التي تلبّست مجلس الحرب « الكابينت « منذ 7 أكتوبر، والاستشهادات المتوالية من «التوراة».. من قصة «عماليق» إلى «أبناء النور وأبناء الظلام»، وصولا إلى «ألاحق أعدائي حتى أقضي عليهم» « واسم «عربات جدعون» كل تلك التسميات تأتي في سياق تبرير عمليات الاغتيال» وحرب الاباده ، وهو بهذا يسعى الى جر الولايات المتحدة وأوروبا إلى معركة دينية وتغيير اسم المعركة من السيوف الحديدية إلى حرب النهضة أو حرب القيامة وأخيرا اسم «عربات جدعون» وهذا كله له رمزيته ودلالته التوراتية فنتنياهو هنا يشير إلى معركة (هرمجدون) أو (أرمجدون) وهي كلمة جاءت من العبرية هار- مجدون أو جبل مجدو، بحسب المفهوم التوراتي هي المعركة الفاصلة بين الخير والشر أو بين الله والشيطان وتكون على أثرها نهاية العالم».
وكان نتنياهو أعلن، أمس الأول الاثنين ، أن حكومته قرّرت المضي قدماً في توصية رئيس الأركان بتنفيذ عملية عسكرية واسعة تهدف إلى «القضاء على حماس واستعادة الأسرى»، مضيفاً: «سنعمل على نقل السكان لحمايتهم، وسنبقى في المناطق التي نسيطر عليها». وتأكيداً لذلك، نقلت « القناة « 13 العبرية عن مصدر سياسي في مكتب رئيس الحكومة قوله إن الخطة المصادق عليها من قبل الكابينت تشمل «احتلال قطاع غزة بشكل دائم، وبقاء القوات الإسرائيلية فيه». وهذا ما عبّر عنه أيضاً وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، واصفاً القرار بأنه «الأكثر دراماتيكية»، مؤكّداً أن إسرائيل «لن تنسحب من غزة مقابل صفقة تبادل أسرى»، وأن «كل سكان القطاع سيُجبرون على النزوح جنوباً إلى منطقة واحدة فقط، تُوزَّع فيها المساعدات تحت إشراف أمني إسرائيلي».
ووفق الإذاعة، فإن الخطة التي صاغها رئيس الأركان وحازت موافقة وزير الجيش ورئيس الوزراء، تتضمن تعزيزاً برياً وجوياً وبحرياً كبيراً، واستخدام معدات ثقيلة لتفكيك العبوات الناسفة وتدمير المباني التي تُشكّل تهديداً، وتشمل كذلك عمليات إخلاء شاملة للسكان المدنيين من مناطق القتال، مع عزل تام لعناصر «حماس» عن الأهالي، بحسب زعم الإذاعة. وتقضي الخطة، أيضاً، بأن يبقى الجيش في المناطق التي يسيطر عليها، لتُدار هذه المناطق كما نموذج رفح، التي تحوّلت إلى جزء من « منطقة الأمان» ، بعد تدمير « التهديدات» فيها.
نتنياهو يسعى وائتلافه اليميني لإضفاء طابع ديني ونبوي على الصراع، مما يُعزز الخطاب المتطرف الذي يصور الحرب وكأنها معركة وجودية بين الخير والشر. هذا التوجه يُعتبر محاولة خطيرة لتعبئة الجماهير وزيادة التوترات عبر استغلال الرموز الدينية، بدلا من اتباع مسار سياسي لحل النزاع.، وأن التلاعب بهذه المفاهيم لا يسهم إلا في تعميق الكراهية وتصعيد العنف، ويبعد المنطقة عن إمكانية تحقيق السلام المستدام.