النسخة الكاملة

أسعار تذاكر الملكية الأردنية تفكّك الرابط مع المغتربين

الأحد-2025-05-04 05:11 pm
جفرا نيوز -
مع اقتراب موسم الصيف، تتجدد معاناة الأردنيين المغتربين، ويطرح السؤال نفسه مجددًا: إلى متى ستبقى زيارة الوطن حلمًا بعيد المنال؟ ولماذا تتعامل شركات الطيران، وفي مقدمتها الملكية الأردنية، مع المغترب وكأنه مصدر دخل موسمي، لا مواطن يحمل في قلبه الحنين والانتماء؟

تذاكر خيالية ومقارنة مؤلمة
تجاوز سعر تذكرة السفر من برلين إلى عمّان، عبر الملكية الأردنية، حاجز الـ1300 يورو للشخص الواحد. ومع عائلة مكونة من أربعة أو خمسة أفراد، تصبح الكلفة أشبه بعبء مالي ضخم، قد يعادل راتب عدة أشهر في بلاد الاغتراب. والأدهى أن الأسعار إلى دول مجاورة كلبنان أو مصر تبقى أقل بكثير، رغم أن المسافات الجوية متقاربة.

هذا التفاوت يطرح تساؤلات مشروعة حول سياسات التسعير، ومدى مراعاة الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمغتربين، خاصة في مواسم الذروة التي تشهد عودة آلاف العائلات إلى الوطن.

رسوم إضافية واستغلال غير مبرر
لم يقتصر الأمر على ارتفاع أسعار التذاكر فقط، بل باتت شركات الطيران تفرض رسومًا باهظة على الأمتعة. فقد بلغت تكلفة حقيبة واحدة في بعض الرحلات إلى الأردن 180 يورو، هذا التحول يبعث برسالة واضحة: استنزاف المسافر بدلًا من تسهيل عودته.

ضريبة غير معلنة؟
في ظل هذه المعطيات، يتساءل كثيرون: هل يدفع الأردني في الخارج "ضريبة المغترب" بصمت؟ وهل هناك توجه غير معلن للحد من أعداد الزوار خلال الصيف؟ ما نعلمه يقينًا هو أن كثيرًا من العائلات هذا العام لن تتمكن من زيارة أحبائها في الأردن، ليس بسبب بُعد المسافة، بل بسبب بُعد القدرة على تحمل التكلفة.

الوطن ليس تذكرة، بل انتماء
إن ربط المغترب بوطنه لا يتم من خلال الشعارات، بل عبر السياسات الداعمة التي تشجعه على العودة، وتعزز شعوره بالانتماء. أما ما يحدث حاليًا، من استغلال واضح في الأسعار والخدمات، فهو يُضعف العلاقة، ويفكك الروابط، ويزرع الإحباط.

رسالة إلى المسؤولين
نطالب الجهات المعنية، وفي مقدمتها إدارة الملكية الأردنية، بمراجعة سياسات التسعير، وتقديم تسهيلات حقيقية للمغتربين الأردنيين. فالوطن بحاجة إلى جميع أبنائه، داخل حدوده وخارجها. ولا وطن بدون مغترب... ولا مغترب بدون وطن.

الامين العام للهيئة الاردنية الاوروبية 
مازن ابو زبيد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير