جفرا نيوز -
رامي رحاب العزة
في ليلةٍ قارسةٍ بوادي عربة، عندما تلفّ الصمت محيط الخيام وظلال الجبال، تردّد طرقٌ خفيفةٌ على خيمةٍ مظلمة… دخل اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي حاملًا دفءَ الكلمات ودفقات الشاي الساخن، يفاجئ جنوده بابتسامةٍ توحي بأن درعه لا يصدأ ولا قلبه يبرد. هذا المشهد البسيط يبيّن روح القيادة التي لا تُعلَن في البيانات، بل تُعاش في الميدان.
منذ 24 يوليو 2019، آمن الحنيطي أن الأمان لا يُقال، بل يُفعل. أصدر أوامره الحازمة:
•"احملوا السلاح بثباتٍ، ولا تخلّوا نقطةً واحدةً”، فحُمِيت حدودنا وصدّت محاولات التسلل والتهريب.
•مع انبلاج شمسٍ باهتة في الجفر، قاد الجرافة الأولى بنفسه لتحرير رتل الإمداد الغارق في الطين، مبيّنًا أن القائد يقود الصفوف أولًا.
•في حملة "درع الأمان”، أحبط حرسه مئات المحاولات لتهريب المؤثرات العقلية، فأنقذ شبابنا من سموم الفتنة.
وليس القوة وحدها ما يميّزه، بل إنسانيته المطلقة:
•يشارك الجنود أفراحهم وأحزانهم، يزور المصابين في المستشفيات، ويقف إلى جانبهم في لحظات الشدّة.
•لا ينسى متقاعدًا عسكريًا إلا ويزوره في منزله، يمطره بالدعم المادي والمعنوي، معززًا كرامتهم وكأن خدمتهم لا تنتهي أبدًا.
•يحمل دائمًا رسائل جلالة الملك إلى منتسبي القوات المسلحة، فيرفع بهم الهمة ويعزز عزيمتهم، ناقلًا توجيهاته السامية مباشرة إلى الميدان.
•لم أسمع منتسبًا في الجيش إلّا وروى موقفًا أسعد قلبه، أو دعا له بالخير، وكأنه يجد في الحنيطي أبًا وقائدًا وصديقًا في آنٍ واحد.
وعندما توجّهت توجيهات القيادة الهاشمية لإغاثة إخواننا في غزة، كان الحنيطي في طليعة المنفذين، فنّسّق أسراب المروحيات والطائرات المحمّلة بالإمدادات، محطمًا حصارًا جائرًا، ومجسّدًا بامتياز دور الأردن الحيّ بالعدل والتضامن.
وفي معركة الفتنة الأخيرة، رفض الانجرار لأي خلاف داخلي، فرفع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، محافظًا على وحدتنا وسلامنا الداخلي.
يعمل بصمتٍ بعيدًا عن الأضواء، يضرب بقوّة دون بهرجة أو شعبوية؛ مصلحة الوطن دائمًا في مقدمة أولوياته.
كتبت هذا المقال لأنني افتخر بوجود قائدٍ يستحق الشكر، ونأمل أن يكون كل مسؤولٍ بهذه النزاهة والتفاني والانتماء للوطن.