النسخة الكاملة

عن سيرة وزير معتوه

الأحد-2012-12-09
جفرا نيوز - جفرا نيوز - فارس الحباشنة


الحياة السياسية في الاردن مسلية و مثيرة للاستغراب و الاستهجان و الضحك أحيانا ، لانها تحتوي على الكثير من المفارقات و الفضائح و السير المتناقضة و الغريبة ، ولأن الدولة الاردنية في لحظة حرجة وما يشبه بحالة الازمة و تداعياتها المفتوحة ، فأن ثلة من رجال السلطة يستغلونها للزج بمشروعهم السياسي لفرض حدودهم و أعتقادهم على خيارات الدولة الاصلاحية .

كل النقد مباح و كل الفرص متاحة للحوار ، ولذا عمد رجال في السلطة الى شراء ذمم سياسية و أستغلالها دون أستثناء ، ارادوا أن يوصلوا رسالة الى بيت الحكم أن الكل تحت سيطرتهم ، أنهم يعيدون ترويض الخارجين عن سربهم ، و أن حضنهم الدافيء يستوعب الجميع ، و أنهم يستعملون لغايات ذلك كل ما هو متاح وممكن .

هذا جانب من تناقضات الحياة السياسية في الاردن ، وزير حالي ، نائب سابق يساري معارض ، وصل الى الوزارة و النيابة بذروة ودافع أكذوبة تدعي اليسار المعارض ، في هذه المفارقة له خصوصا وهو يروي بطولات وهمية "دونكيشوتية " يهوي النهج الجدلي في تفسير المشهد السياسي الاردني ، لا تعرف حدودا في أطنابه في تفسير كل شيء من حوله حتى سبب وجوده في الحياة ، فانه قابل للتفسير و الشرح و التاؤيل .


تسول له نفسه أن يتخلي عن رائه و موقفه وأعتقاده في اليوم لأكثر من مرتين و3 مرات ، يعتقد أنه الاكثر نضجا في السياسة الاردنية ، و أنه بهلوان في أدارة المؤامرات و التسلية السياسية ، و منفلت من أي عقال سياسي أخلاقي ، بلا روابط أو قيم سياسية نبيلة ومتلزمة ، كلام في كلام .


الصحافة في جيبه الصغير " و السحيجة " من ورائه يصرخون و يجوبون شتما و نقدا بالاخرين ، بفعل المال و التمويل و لغة العطايا و التنفيعات ، ووسائل أخرى سياقنا ينحرج عن ذكرها ، نفوذ الوزير المعارض ينمو يوما بعد يوم ، وسطوته تعلو و ترتفع و تكبر ، و حجم مشروعه التأمري يغرق البلاد في الفساد السياسي دون حسيب و لارقيب .


ملاحظات لابد من وضعها في سياقها السياسي لفهم حالة ونموذج هذا الوزير ، الرجل يدعى لاعوام طويلة أنه يساري ، وان كان ليس هناك من اختصاص يساري في السياسة الاردنية ، رجل غير من أهوائه السياسية كثيرا و أخيرا وجد نفسه عند باب دار الحكومة بالقرب من عبدالله النسور ، يزعم للان أنه سياسي يساري ، وأن كان صنفه السياسي أكثر قربا من سياسي السفارات الغربية و مؤسسات التمويل الاجنبي ، وهو يتقبل الدور و يلعب عليه كثيرا و يعجبه و يرواغ من خلاله .


والتقرب من السلطة و الابتعاد عنها هو في أساسه فن ومراوغة صحية ومقبولة سياسيا ، و لكن ثمة محذور و محرم في الدولة الاردنية من لا يجيد فهمه و أتقان التعامل معه فانه يقع في مساحة الخطر و قد يصل الى حد الاغتيال و التصفية السياسية ، لحظة الاصلاح و التغيير السياسي لا تأتي على مقاسات جهوية وطائفية و أقليمية ومن يعتقد بذلك فهو مخطيء وواهم ، هكذا هو وضع سيء الذكر وكيف يريد أن يقسم الكعكعة على مقاسات أوهامه و أعتقاده السياسي الخبيث و السيء النية .


لا ينبغي السكوت عن سيء الذكر و أن يبقى فوق المساءلة و النقد ، وما يفعله من جر الحكومة لمواقف سياسية بمرجعية أعتقادية استبدادية موازية لاوهام و أعتقادات رجال الدين في الحركة الاسلامية ، و أذا كان الاقتراب من المحرمات الوطنية حرام و غير مباح فلماذا يكون باعة اليسار و تجاره من المحرمات
أيضا ؟
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير