الإساءة للأجهزة الأمنية مرفوضة وتهدد استقرار الوطن
الإثنين-2025-04-07 11:12 am
جفرا نيوز -
معتز جريسات
شهد الأردن في الآونة الأخيرة تصاعدًا في الهتافات العابرة التي تروج لمواقف قد تكون بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية، بما في ذلك الإساءة لأجهزتنا الأمنية خلال بعض المسيرات، التي تشكل العمود الفقري لأمن الوطن واستقراره. وبينما يعد التعبير عن الرأي حقًا مكفولًا وفقًا للقانون، فإنه لا بد من التأكيد على أن هذا الحق يجب أن ينسجم مع ثوابتنا الوطنية ويعزز الاستقرار والأمن المجتمعي.
في عصر المعلومات الرقمية وتعدد منصات التواصل الاجتماعي، أصبح الخطاب الإعلامي ذا تأثير بالغ على تشكيل الرأي العام. وحتى وإن كانت بعض المعلومات مغلوطة، فإنها تنتشر بسرعة هائلة، مما يستدعي ضرورة التصدي لهذا الانتشار عبر خطاب إعلامي موازي يساهم في تصحيح المفاهيم.
وفي هذا السياق، كشف المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات أن إجمالي الحسابات الإلكترونية الوهمية التي تهاجم المملكة بشكل عام وصل إلى (297) ألف حساب. وهذه الحسابات تشكل تهديدًا واضحًا لاستقرار الرأي العام، مما يستدعي جهودًا مضاعفة لتصحيح المفاهيم وحماية السردية الوطنية.
يجب أن يكون الإعلام أداة قوية في تعزيز السردية الوطنية، وأن يعمل على ترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية والتضامن بين جميع مكونات الشعب الأردني. وأي انحراف عن هذه المبادئ، من خلال نشر خطابات تهدم هذه القيم، قد يؤدي إلى نتائج كارثية على مستوى المجتمع والدولة.
إن فئة الشباب تمثل المستقبل الواعد، وهم الأكثر تأثرًا بما يُعرض عليهم من رسائل إعلامية. لذلك، فإن رفع الوعي الوطني لدى الشباب يصبح ضرورة ملحة في هذه المرحلة. لا بد من توجيه خطاب إعلامي يتسم بالمسؤولية والوعي، ويسهم في تشكيل جيل قادر على مواجهة التحديات الراهنة، ولا ينصاع خلف الأكاذيب والفتن والأصوات التشاؤمية التي قد تهدد استقرار الوطن.
ولا بد من إبراز الدور الكبير للأجهزة الأمنية التي تحافظ على أمن الأردن. فهذه المؤسسات تمثل صمام الأمان في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وهذا الوعي الجماعي يمثل حصنًا لنا في مواجهة أي محاولات لتفكيك الجبهة الداخلية وزرع الفرقة بين أبناء الوطن.
ومع تزايد تأثير الإعلام الاجتماعي وتعدد منصاته، أصبح من الضروري تدخل المؤسسات الإعلامية الرسمية وصناع القرار الإعلامي لضمان الحفاظ على صورة الدولة وحماية السردية الوطنية. يجب أن تبادر وسائل الإعلام الرسمية إلى لعب دور أكبر في تصحيح المفاهيم المغلوطة والتصدي لأي محاولات لتوجيه الرأي العام نحو التفكك الاجتماعي أو زعزعة الثقة في المؤسسات الوطنية.
إن دور الإعلام الرسمي لا يقتصر على نشر الأخبار فقط، بل يجب أن يكون أداة فعّالة لنشر الوعي وتعزيز الحوار البناء الذي يعزز من تماسك المجتمع الأردني، جنبًا إلى جنب مع جميع المؤسسات الحكومية المعنية.
لقد أثبت الأردن عبر تاريخه قدرة استثنائية في الحفاظ على وحدته، رغم التحديات الكثيرة التي واجهها. وفي هذا السياق، تبرز أهمية تعزيز قيم الوحدة الوطنية، والتأكيد على أن أي محاولة للعبث بهذه الوحدة أو إضعاف مؤسساتنا الوطنية هي محاولة فاشلة سلفًا. فالحفاظ على السردية الوطنية القوية التي تجسد تاريخ الأردن وهويته هو الأساس الذي نبني عليه مستقبلنا. وتزداد هذه المسؤولية أهمية في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، حيث أن وحدتنا هي درعنا الواقي ضد أي محاولات للتدخل في شؤوننا الداخلية.
القيادة الهاشمية تمثل نموذجًا للحكمة وصمام أمان للحفاظ على وحدة الوطن. بقيادة حكيمة ورؤية استراتيجية، تواصل العائلة الهاشمية التمسك بثوابت الوطن والدفاع عن أمنه واستقراره في ظل التحديات الإقليمية. ومن خلال التفاف الشعب الأردني حول قيادته الهاشمية، يظل الأردن قادرًا على الحفاظ على تماسكه وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات.
إن الأردن في حاجة ماسة اليوم إلى الوعي الكامل بمسؤولياتنا الوطنية من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وأهمية ترسيخ قيم التضامن والتعاون. فالحفاظ على وحدة الوطن يتطلب منا جميعًا – مؤسسات إعلامية، وصناع قرار، وشعبًا – أن نكون على قلب واحد في مواجهة التحديات، وألا نسمح لأي خطاب إعلامي هدام أو سلوكيات تفرّق الصف الوطني بأن تأخذ مكانها في بلادنا. الأردن، الذي لطالما تميز بتماسكه وصلابته، سيظل شامخًا بفضل قيادته الهاشمية، وتلاحم شعبه، وحكمة مؤسساته الإعلامية.