فوضى الرأي والرأي الآخر.. القضية الفلسطينية إنموذجًا!!
الأحد-2025-04-06 11:54 pm
جفرا نيوز -
بقلم: زيد ابوزيد
إنّنا في بلدٍ عظيم، ووسط شعبٍ عظيم، في ظل قيادةِ ملك حكيم يقود البلاد إلى العلياء، ويجلس مرارًا وتكرارًا في كل محافل الدنيا ومراكز القرار الدولي لينقل للعالم حجم الألم الفلسطيني ، وحجم المأساة في غزة وفلسطين، وما لحق البشر والشجر والحجر والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين من أذى وتدمير وانتهاكات على يد المحتل الاسرائيلي بقوة ودقة وصدق وشفافية، ويقف بكل قوة ومعه الشعب والجيش والاجهزة الامنية سدًا منيعًا لمنع التهجير للشعب الفلسطيني من غزة والضفة الغربية، محافظين على العهد منذ الأزل ، سعيًا لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في نيل على دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف .
ولكن، يبدو أنّ هناك فئة قد تعودت الاصطياد في المياه العكرة مستغلة حرية الرأي وحرية التعبير متجاهلة للقوانين وأن الحرية لا تعني المساس بالأمن والإستقرار وسيادة الدولة، ولكنها تجاهلت كل ذلك لأن لديها أجنداتها الخاصة ، أو تعودت السلبية أو كليها معًا؛ لأنّها متأصلة في نفسها، لأنّها تعمل وفق أجنداتها الخاصة، و لاستهتارها باستقرار الوطن وأمنه، ولزرع الفرقة بين العباد في البلاد، وخاصة في ظل هذه الظروف استغلت كل مناسبة لبث الأكاذيب بحق أجهزة الدولة وآخرها الجيش العربي والاجهزة الأمنية وهي من خطوطنا الحمراء كشعب ودولة ، وذكرتني أكاذيبهم وهتافاتهم بقصة أذكرها لكم: فقد رُوِيَ عن أميرٍ في عصرٍ غابرٍ أنّهُ اقتنى حمارًا نبيهًا، يستدل على طريقِ القصرِ مهما بعدت المسافة. وفي إحدى الليالي شديدة الظلمة سطا ثلاثة لصوص على قصر الأمير، وسكّانه في سبات، وحرّاسه في غفلة يتسامرون، فحملوا معهم ما غلى ثمنه وخف حمله، واستعانوا بحمار الأمير لحمل الأثقال الثمينة، وانطلقوا من القصر إلى غابة قريبة هاربين قبل أن يكتشفهم أحد، وساروا ساعتين حتى ابتعدوا، ثم خلدوا إلى الراحة للانطلاق بعدها إلى الجبال، وفي أثناء نوم أحد اللصوص الثلاث استيقظ ليكتشف أنّ شريكه يغرز السكين في قلب شريكه الثالث النائم، ولما استهجن ذلك قال له: قسمة على اثنين أعدل وأوفر من ثلاثة، وسارا معا إلى الجبال، ومكتشف الجريمة خائف من الغدر، حتى حانت له الفرصة، فعاجل شريكه بالقتل ذبحًا، وسار وحده ومعه الحمار والأثقال الثمينة حتى وصل إلى الجبال، وبدأ برحلة شاقة وسط المنحدرات، وما أن تسلق أول المنحدرات حتى سقط، وكان لإحدى حواف المنحدر رأس مدبب أصابه في رأسه فمات من فوره، وعاد الحمار وحده إلى القصر حاملًا ما سُرِقَ إلى صاحبه، ففرح الأمير بما عاد به الحمار، وكانت نتيجة السرقة والغدر الموت.
في هذه الحكاية البسيطة اعترض أحد المستمعين على الراوي أنّه إذا كان اللصوص الثلاثة قد ماتوا، فمن نقل الحكاية؟ والإجابة هنا أنّ كثيرًا من حكايات العصور الغابرة تعرضت للتحريف والتشويه مئات المرات حين نُقِلت في جمعٍ أو أكثر آلاف المرات، وهذا في زمنٍ كانت الإخبار فيها مقتصره على الشعر والأدب المحكي والمنثور المكتوب، فكيف بإخبار اليوم الذي تُنشَر فيها الحكايات والقصص والأخبار ملايين المرات عبر القصّ واللصق والنسخ والتحريف على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المسيرات والهتافات المسيئة للوطن وقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية مستغلة قضية مقدسة تعتبر قضية الأردن الأردن المركزية عربيًا وقوميًا، ويجري خلالها اغتيال الشخصيات، والتخوين، وإنكار الحقائق، ويستخدم فيها أصحابها التضليل، ونقل القصص المبتورة؛ لتنفيذ أجندات مشبوهة وخدمة أغراض باتت معروفة للجميع.
وهنا أقول إنّنا على ثقة مطلقة بوعي المواطن الأردني ونضجه، وسيفوت الشعب الفرصة على دعاة إثارة الفوضى، وإنّ أحاديث دغدغة المشاعر وإثارة الرأي وهتافات الفتنة والفوضى واثارة الرأي العام في استغلال غير مشروع لحرية التعبير لن تنجح في ثني الاردن عن عمله الدؤوب في دعم الشعب الفسطيني وقضيته العادله حتى نيل حقوقه المشروعة وحتى تتوقف الحرب الهمجية على غزة والضفة الغربية ، وان شعينا من على قدر كبير من النضج والوعي ليكتشف حجم الكذب والتزيف في خطاب هذه الفئة الضالة وليكشف أجنداتها ويعري خطابها التحريضي ويمنعها من التواجد في شوارعه وساحاته ، وستبقى فلسطين قضيتة الاردن المركزية والقدس درتها.