النسخة الكاملة

الاحتفاء بذكرى معركة الكرامة... رسالة إلى اليمين الإسرائيلي؟

Friday-2025-03-21 11:11 pm
جفرا نيوز -

الدكتور محمود عواد الدباس.

1/3

في أجواء السلام يكون الاحتفال بذكرى الكرامة احتفالاً عادياً. لكن في أجواء الفوضى الإقليمية، يكون الاحتفال بها ذو دلالة أخرى. في هذه المقالة القصيرة، نتوقف سريعاً على أسباب معركة الكرامة ونتائجها مع تقديم بعض المقترحات . البداية كانت من هزيمة العام 1967م، التي أدت إلى انطلاق العمل الفدائي الفلسطيني بشكل موسع عبر الحدود من عدة جبهات. من تلك الجبهات كانت الجبهة الأردنية. في ذلك الوقت، وسعياً من إسرائيل من أجل القضاء على الفدائيين على الجهة الشرقية من نهر الأردن، قررت الدخول إلى منطقة الكرامة، ومن بعد ذلك كان الهدف هو احتلال مرتفعات السلط، كي تكون العاصمة عمان مكشوفة عسكرياً. كانت نتيجة هذه المعركة، كما هو معلوم، انتصار الجيش العربي الأردني. أما أهمية ذلك الانتصار، فهو أنه ساهم في كسر شوكة الجيش الإسرائيلي وإيقاف أسطورة الجيش الذي لا يقهر.أما أسباب الانتصار، فهي متعددة، وأبرزها العقيدة القتالية لدى أفراد الجيش العربي الأردني.

2/3

بعد معركة الكرامة، وعلى الرغم من أنها كانت معركة المدفعية إلى حد كبير، فقد سعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تجيير هذا الانجاز العسكري لصالحها، وقد أيدها في ذلك عدة دول عربية. إلى أن استقرت الحقيقة التي تقول إن معركة الكرامة كانت انتصارًا للجيش الأردني، فهي معركة المدفعية مع إسناد من قبل المقاتلين الفلسطينيين. اليوم تأتي ذكرى معركة الكرامة في ظل أجواء الحرب على غزة مع تصريحات تظهر من فترة إلى أخرى من اليمين الإسرائيلي تتضمن وجود طموحات نحو التوسع شرقاً. من هنا فإن الاحتفال بذكرى معركة الكرامة تأتي في صلب رسالة مستقبلية إلى إسرائيل، تذكرها دوماً أن محاولة الدخول إلى الأراضي الأردنية ومحاولة احتلال جزء منها، فإن الرد حينذاك هو ذاته كما تم في معركة الكرامة.

3/3

ختاماً، فإن الدخول في السلام مع إسرائيل لا يعني عدم الاستعداد لمواجهة عسكرية معها فيما إذا فكر الطرف الآخر يوم ما بالتخلي عن السلام نهائياً والتفكير في مرحلة التوسع الجغرافي شرقاً. لذلك، فإن علينا أن نكون مستعدين دوماً لكافة الخيارات .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير