جفرا نيوز -
الدكتور محمود عواد الدباس
في خضم محاولة الانقلاب الفاشلة التي استهدفت الحكم السوري الجديد، نشرت وسائل الإعلام مقطعًا للرئيس السوري أحمد الشرع وهو يؤدي صلاة الفجر في إحدى مساجد العاصمة السورية دمشق. تبع ذلك أنه قام بالقاء كلمة في جمهور المصلين. بكل تأكيد، أن وجود الشرع في المسجد في خضم محاولة الانقلاب أنه خدم الشرع سياسيًا من حيث الاستناد إلى الحاضنة السنية، وهم الأغلبية السكانية في سوريا التي تحكم سوريا الجديدة في مواجهة انقلاب يقوده رموز من الطائفة العلوية التي كانت تحكم سوريا. بعد ساعات من صلاة الشرع في إحدى مساجد دمشق، جاء الرد الشعبي من الحاضنة السنية ذاتها عبر هتاف "جنيدونا… جنيدونا… على الساحل أرسلونا". في التفاعل الأوسع خارج سوريا، وجدنا في الأوساط الإسلامية من يقول إن الشرع هو الرئيس الثاني بعد الرئيس المصري السابق مرسي الذي يذهب إلى المساجد ويلقي خطبة من هناك. ذلك أنه وفي المجتمع العربي فإن هناك تداخل كبير جدا ما الديني مع السياسي وخاصة في تصرفات رؤساء الدول العربية .ترجمة لحقيقة أن الشرعية الدينية الإسلامية هي الشرعية الأولى في حكم رؤساء الدول العربية والإسلامية.
في ذات السياق، لكن هنا في الأردن، فاجأ الملك عبدالله الثاني جمهور المصلين في المسجد الحسيني في وسط البلد في العاصمة عمان بقدومه للصلاة معهم وقت صلاة المغرب مساء الأول من أمس أي مساء يوم الاثنين . بعد الصلاة، تفقد الملك الأعمار الجديد للمسجد الذي أمر به منذ عام 2019م. تبع ذلك وجود حالة من الالتفاف العفوي حوله منذ قدم المسجد للصلاة حتى المغادرة. هنا نذكر أنه وفي الأحوال الطبيعية، فإن الملك يذهب إلى صلاة الجمعة في المساجد كما أنه يذهب إلى صلاة التراويح في ليلة القدر تحديدًا.
لكن في ظل الظروف التي نعيشها على الصعيد الإقليمي، فإن الذهاب إلى المساجد خلال رمضان أكثر من مرة يصبح له دلالة سياسية عدا عن الدلالة الدينية. في ذات الاتجاه تم مساء يوم أمس الثلاثاء الإفطار الذي أقامه الملك لممثلي مجلس أوقاف القدس وممثلي مجلس كنائس القدس .استنادا إلى المسؤولية الدينية التي يتولاها الملك في رعاية وحماية المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس.
ختامًا، فإنا نشهد تصاعدًا مرتفعًا في حالة المد الديني الإسلامي: عربيًا في فلسطين وسوريا وهنا في الأردن.
سببه الرئيسي هو ارتفاع في سقف الخطاب الديني الإسرائيلي. مع التذكير هنا، أن الطرح الديني يرد عليه بطرح ديني مساوي في الاتجاه ومعاكس في الاتجاه.
مع التأكيد هنا، أن سقف ومساحات الطرح الديني في سوريا يختلف عن سقف ومساحات الطرح الديني هنا في الأردن فيما يتعلق بقيادة البلدين. في المحصلة، فإن العودة إلى المساجد في هذه الظروف الصعبة هي عبادة دينية، ولكنها أيضًا ذات دلالة سياسية؟.