النسخة الكاملة

"المسجد الحسيني" واحة نور وهداية بشهر رمضان

الخميس-2025-03-06 09:48 am
جفرا نيوز -
تحتضن ساحات ومساحات المسجد الحسيني الكبير وسط العاصمة عمان مع ساعات الغروب في الشهر الفضيل، موائد مخصصة لإفطار الصائمين، يقدمها «وقف ثريد» بمحاذاة المسجد وأهل الخير لرواد المسجد والعابرين طيلة أيام الشهر الفضيل، بالإضافة لوجود دار تعليم القرآن الكريم داخل رحاب المسجد تفتح أبوابها منذ صلاة الظهر وحتى ساعات المساء لتعليم تلاوة وتجويد القرآن الكريم ولكافة الأعمار.

ويتم أيضا تقديم دروس دينية وبشكل يومي للمصلين في الشهر الكريم، وتقوم وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، باستضافة العلماء الأجلاء أساتذة كليات الشريعة في الجامعات الأردنية، ومن دائرة الإفتاء، وأحيانا تتم استضافة ضيوف من خارج البلاد، لتقديم الدروس الدينية، فيما كانت الوزارة في حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي تحرص على استضافة كبار علماء الدين العرب خلال شهر رمضان مثل: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ومحمد صديق المنشاوي، ومحمد متولي الشعراوي، وفرق الإنشاد الدينية من دول الجوار لإحياء امسيات روحانية في رحاب المسجد الحسيني الكبير.

وعلى صلة.. أورد المؤرخ الراحل د. عبدالله رشيد في كتابه تفاصيل الحياة الشعبية في عمان بالأربعينيات: «كان الجامع الحسيني، عالم تجار وأهالي المدينة الخاص في النهار، إذ إنهم يواظبون على تأدية صلاة الظهر والعصر، والاستماع إلى المواعظ التي كان يقدمها شيوخ المسجد من أمثال: الشيخ حسن المغربي، والشيخ عزيز شعيب، والشيخ خضر الشنقيطي، والشيخ حمزة العربي، والشيخ محمد الراميني، ومن ثم الذهاب إلى منازلهم لتناول طعام الإفطار، وبعد ذلك يتوجهون مجددا إلى الجامع الحسيني من جديد لتأدية صلاة التراويح والاستماع إلى ترتيل القرآن الكريم بصوت الشيخ سليم الكيالي.

ويقول الشيخ محمد الرشيد البدوي العورتاني: «إن هناك ظاهرة روحانية فريدة قد سادت شهر رمضان، إذ إن شيوخ الطريقة وأتباعهم من الضاربين على الطبول والدفوف، كانوا يحيون الذكر في كل يوم خميس في صحن الجامع الحسيني بعد صلاة العصر، ثم ينصرفون الى أماكنهم مارين بشوارع مدينة عمان، وهم ينشدون ويضربون على طبولهم، إلا أنهم كانوا يحيون الذكر في بيوتهم في كل ليلة من ليالي الشهر، ويذكر منهم الشيخ محمود الطهراوي «أبو سالم» الذي كان يسكن في حي وادي سرور، القريب من المسجد.

ومن الطريف ذكره أن النساء أخذن في آواخر الثلاثينيات يؤدين صلاة التراويح في الطابق الثاني من الجامع الحسيني، وكان أول من سن هذه السنة، هو الشيخ محمد محمود الراميني، وكان هذا مما يضفي دلالة خاصة على أيام شهر رمضان في مدينة عمان، إذ بالرغم من سماح العلماء في عمان للنساء بالصلاة في الجامع، مع تفضيل الإسلام لصلاة المرأة في بيتها، فان ذلك يدل على طبيعة الخطوات الاجتماعية بشأن تطور الحياة الاجتماعية في مدينة عمان قديماً.
اللالا عندما يغيب

ويغيب أحد أبرز معالم المسجد الحسيني القارئ الشيخ كامل اللالا ‏الذي انتقل إلى رحمته تعالى في العاشر من تشرين الثاني عام 2020 ‏والفقيد الذي اعتاد الأردنيون سماع تلاوته وابتهالاته منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي في المسجد الحسيني بوسط البلد ومسجد الملك عبد الله الأول وعبر الإذاعة الأردنية وإذاعة القرآن الكريم، وهو رحمه الله من مواليد عام 1944 وقد تفرغ لحفظ القرآن الكريم وتلاوته منذ الصغر على يد الشيخ حسين بطاح والشيخ مصطفى مرعي رحمهما الله وغيرهما من القُرّاء، وعين الشيخ اللالا في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية مقرئاً في المسجد الحسيني بوسط العاصمة، واشتهر بتلاوته القرآنية وموشحاته الدينية قبيل أذاني الفجر والمغرب خلال شهر رمضان المبارك، مبتدئا موشحاته: «بأفلح من قال لا إله إلا الله»، والتي كانت جزءاً من وجدان الأردنيين ومعلماً من معالم الشهر الفضيل
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير