جفرا نيوز - محرر الشؤون المحلية
تساؤلات كثيرة تُطرح، وكل اللوم للوهلة الأولى يُلقى حكمًا على عاتق وزارة التربية والتعليم، بعد سماع تفاصيل قصة الطفل الذي تعرض للحرق بمادة الكاز بصورة فظيعة من قبل اثنين من زملائه في المدرسة، ومع تخطيط مسبق وفق ما روته والدته عبر إذاعة ميلودي الأردن، هنا تسقط فعليًا أدبيات التربية والتعليم، مع وجود عقليات كهذه لأطفال يفترض أنهم بعمر الزهور، والأدهى أنهم يتعاملون داخل أسوار المدرسة بمادة خطرة كالكاز، إذ كان قديمًا يقوم؛ المدير، أو المعلم ، أو المرشد التربوي بجرد حقائب الطلبة قبل دخولهم بوابة الغرفة الصفية، لكن الواضح أن مسار المتابعة في بعض مدارس التربية والتعليم اختلف، وأصبح هم المدير أو المعلم ، الترقية وزيادة الراتب فقط.
المدرسة أدبيًا يجب أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن حادثة تقشعر لها الأبدان كهذه؛ لأن أعمار من أقدموا عليها تفتح الباب مواربًا على مستقبل الأجيال المقبلة، وما يجعل الفرصة مهيأة لضخ الاتهامات على التربية، وعدم متابعة المديريات والمدارس التي تشرف عليها، هو غياب الرد والتوضيح حتى الآن، وترك الجدل على باب التكهنات، مع أن التفاصيل أصبحت أكثر وضوحًا بعد رواية أم الطفل، والأهم؛ أين كان المدير ومن ينوبون عنه، أين الأساتذة والمشرفين، وبما أن الحادثة وقعت في مطبخ المدرسة وفق رواية والدة الطفل، أين آذن المطبخ، وكيف يسمح لهم أصلا بدخوله؟
هذه الحادثة مخيفة ومركبة بقدر بشاعتها، ووزارة التعليم ولن نقول التربية؛ على اعتبار أن أزمة التربية واضحة، عليها أن تعيد النظر بحال الأكثرية من مدارس المملكة، من حيث التأهيل النفسي للطلبة، هذا لو كانت المدرسة فعلا تحت مسمى البيت الثاني، ومن ثم العمل على تأهيل المديرين والتربويين، بصورة تجعلهم يفهمون أن دورهم أكبر وأهم من مجرد تعليم الطلبة، وإجراء الاختبارات لهم، المدرسة طالما أن الطالب داخلها، تتحمل المسؤولية الكاملة عن كل ما قد يحصل له، أو حتى ما يتلفظ به ، فكيف لو كان الأمر أشبه بجريمة قتل مع سبق الإصرار، والفاعل أطفال، ولو حق القول إن المدير طلب من الطالب القول إنه هو من أقدم على حرق نفسه، فهنا سلام على التربية والتعليم!