في لقاء سابق ربما قبل أربعة أعوام و قبيل فتح الأجواء في كورونا استمعت و عدد من الشخصيات لما قاله الملك عن أولئك الذين يتلقون الأوامر من الخارج أو يقبضون أموالاً من جهات خارجية ؛ لكن و للأمانة لم يعبر عن ذلك الملك بغضب و إن بدا عليه عدم الارتياح لمثل هكذا سلوك يتنافى و الانتماء الصحيح لهذه البلاد المبتلاة بمثل هؤلاء !.
لكنني لاحظت كغيري مدى انزعاج الملك من أولئك في لقائه الأخير مع المتقاعدين العسكريين و الذي أكدّ فيه الملك المؤكد و عبر عن رفضه للتهجير و التوطين و الوطن البديل بلاءاته المعروفة و الذي سبق و أن عبر عن الموقف ذاته في اللقاء العاصف مع ترمب ؛ و أظن أن غضب الملك يُرد إلى أسباب هي ؛
الأول لا يستوي هذا التصرف و الوطنيّة الحقيقية ؛ فهذا البلد له على أولئك حق و هو الإخلاص له لا الوقوف مع عدوه عوناً له على بلاده !.
الثاني نعرف أن بلادنا تعرضت على مدار سنة و نص لحملات ممنهجة من التشكيك و التخوين و التقليل من قيمة ما قدّمه الأردن لغزة في محنتها و حربها مع العدو و صبر الملك و صبرنا لكن يبدو أن أولئك تمادوا في غيّهم و ضلالتهم فسيّروا المسيرات و التظاهرات في طول البلاد و عرضها مشككين و مخوّنين لهذه البلاد التي أكلوا خيرها و أنكروها لا بل و رافعين لرايات خارجية لم تقدّم لغزة ما قدّمه الأردن!.
الثالث يرى الملك و الناس أن الأردن يتعرض لضغوط كبيرة في سبيل إرغامه و مصر على قبول التهجير و لكنه أبى و أصرّ على موقفه لكن أناساً يعينهم لا يودون أن يفهموا أن هذا الموقف مبدئي بالنسبة للأردن كما هو في مصر ، و من هنا فإن جلالة الملك ينتظر من هؤلاء مساندته لا مساندة الخارج عليه !.
في ظل هذه الظروف جاءت غضبة الملك و في سياق اللقاء مع المتقاعدين العسكريين من الجيش و الأجهزة الأمنية و هو سياق ذو مغزى فهؤلاء من خدموا الأردن في كل الظروف لا وجود بينهم لناكر أو جاحد و زد على ذلك ثقة الملك بأنهم لم يخذلوه و لن يخذلوه فهم حرّاس هذا البلد و فرسانه و المستعدون للبس " الفوتيك " في الساعة التي يحددها الملك !.