الكلمة الأخيرة للملك
الأحد-2012-12-02 09:47 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز-السؤال الموضوعي الذي يطرح نفسه الان: ماذا بعد مسيرة انتفاضة الغضب؟ ويمكن القول إن هناك اكثر من اجابة عنه، احدها لدى الجهات الرسمية، والثانية عند المعارضة، والثالثة ممن يملكون رؤية حكيمة ويتابعون بمسؤولية المشهد الوطني، مثل طاهر المصري وغيره من الشخصيات الوطنية ممن يثق بهم الحكم والشعب، ولديهم القدرة على فتح باب يدخل منه الرسمي والشعبي معا نحو ما يؤمن المصلحة الوطنية.
بطبيعة الحال إن الاجابة من الجهات الرسمية والمعارضة عن السؤال معروفة ولا داعي لذكرها؛ إذ إنها محكومة بالمواقف المتباينة لكليهما، اما الثالثة فقد قدمت بالفعل كإجابة، وهي الان على مكتب الملك.
الاكيد الذي يتم تداوله في دوائر ضيقة أن الملك غير راض عن كل ما يجري، وينتابه الغضب جراء ما وصلت اليه الامور بين الرسمي والمعارضة، وانه اراد اساسا التفهم والتوافق بين الجميع، ومن اجل هذه الغاية شكلت لجنة الحوار الوطني، وعدل الدستور وانشئت الهيئة المستقلة للانتخابات، والمحكمة الدستورية وحتى نقابة المعلمين وفتح بعض ملفات الفساد، فما الذي جرى بكل ذلك لتظل الازمة السياسية على حالها، وفوقها تماما تكشفت الازمة الاقتصادية بنطاق واسع؟
هناك من تسائل عن عدم تدخل الملك المباشر والعلني كما فعل عندما جمد قرار رفع الاسعار لحكومة فايز الطراونة، وفسر الامر موافقة على ما يجري، والحقيقة ليست كذلك؛ إذ إن المسألة لم تعد مجرد رفع اسعار وقانون انتخابات مختلف عليه، وانما تعدت ذلك لتكون مصير ومستقبل الدولة. وهذا بالضبط ما دفع إلى تقديم خطة وخارطة طريق بمستوى اكبر من مبادرة، لتكون المخرج والبداية للتحرر من عنق الزجاجة والملعب الضيق، والسير مجددا نحو ما يلبي مجمل الحاجات التي فرضتها المستجدات الدولية والاقليمية والمحلية، والذي قدمها للملك من الحصافة والحكمة، وبعد النظر الذي ابقاه طوال الوقت مرجعية مهمة للناس ومؤسسات الحكم على حد سواء، وهو الذي ظل يدعو ويؤكد ضرورة عدم فقدان مظلة الحوار، ولما فقدت قدم رؤية وخطة ربما تكون الحل المنتظر.
اعتاد الناس من الملك ان يعقد اللقاءات مع الشخصيات من شتى الالوان والاطياف للاستماع منهم، وآخرها ذاك الذي تم في منزل محمد نزال العرموطي، وما رشح عنه ينبئ بأن الموقف والظهور العلني لن يطول، فالكل يدرك ان الكلمة الاخيرة له، ويدرك هو اكثر ان الشعب بانتظارها.
جمال الشواهين

