النسخة الكاملة

الملك يترك "التهجير" بالبيت الأبيض.. هل وصلت الرسالة إلى عُملاء الأزمات؟

السبت-2025-02-12 10:22 am
جفرا نيوز -
محرر الشؤون المحلية

في اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملك عبدالله الثاني في واشنطن أمس ، لم يكن التركيز على ردود الملك الوجيزة التي تحمل رسائل سياسية واضحة لمن يفهم هذه اللغة، بقدر الرغبة في سماع كلمة رفض التهجير، مع محاولات ترامب لجر الرأي العام العالمي ، إلى أن الأردن بدأ يرحب بسيناريو هو مرفوض ومنبوذ حتى قبل طرحه.



الملك وفق التحليلات السياسية، اختصر على ترامب الكثير من الكلام عندما أجاب أنه سيعمل ما فيه مصلحة بلده الأردن، وأن المقبل هو خطة عربية لإعادة إعمار غزة وليس التهجير، والتركيز على الموقف العربي يعني أن غزة هي بالأساس شأن يخص الدول العربية، وبلغة سياسية أكثر وضوحًا كان الكلام رسالة لترامب؛ بأن العرب لا يرحبون بالتهجير، ولا يريدونه، حتى مع الإغراءات الاقتصادية والاستثمارية.


ترامب بدا واضحًا أنه يحاول تعقيد الأمر بإعادة ما يطرح عليه من أسئلة على الملك، الذي كان يرد بدبلوماسية عالية المقاييس تفوق عشوائية ترامب، والذي لم يتجرأ بوقاحته المُعتادة على التطاول بشأن الأردن، إلا فيما يخص المساعدات وقطعها، وهذا ما لن يكون ورقة ضاغطة على المملكة، إذا ما أجادت الحكومة ترتيب أوراقها الاقتصادية.


الموقف الشعبي الأردني مؤيد للملك في رفض التهجير، ويصعب العبث بالمكون الأردني، لكن بتبسيط أكبر لما حدث عند البعض من ردة فعل على التصريحات المشتركة بين الرئيس الأمريكي والملك، هو عدم إتقان قراءة ما بين السطور، والترجمة الخاطئة، ايضًا البعض أغفل أن الملك يتقن الدبلوماسية بطريقته الخاصة، وموقفه كان واضحًا حتى قبل خطة ترامب، بأن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، ولا يمكن الانصياع وراء الذين يريدون تصفية حسابهم مع الأردن، بنشر الفتن والاتهامات، لأنه لا وقتها ولا مكانها.


ماذا يريد الأردنيون أكثر من أن الملك قال سأعمل لمصلحة بلدي، وهم يعرفون أن المصلحة لن تكون يومًا بالتهجير، حتى أن الإعلام الأمريكي في المؤتمر، وجه سؤالا إلى ترامب عن إصراره على تهجير الغزيين إلى الأردن على الرغم من أن الملك لا يرغب بذلك، ما يعني أن الرسالة وصلت البيت الأبيض، والأردن لا يسمح لأحد التدخل في شؤونه الخاصة، ولن يكون ساحة حرب أو صراع سياسي، والأكيد أنه بقيادة الملك لن يتخلى عن فلسطين أو الموقف الثابت كعقيدة تجاهها.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير