النسخة الكاملة

"المرحله تتطلب المصالحه"

الثلاثاء-2025-02-04 12:24 pm
جفرا نيوز -

 عوني الذنيبات 
تستند (صفقة القرن) إلى إعادة ترتيب قوى النفوذ في المنطقه ، وأن القضية الفلسطينيه ما هي إلا جزء من مشروع إقليمي جديد قد يبدأ بتصفية القضية الفلسطينية وعليه فإن تجديد الشرعية للسلطة الفلسطينيه ـوالتي حازت على اعتراف المجتمع الدولي وكان وجودها حصيلة نضال الشعب الفلسطيني عبر سنوات طويله ـ وذلك التجديد يكون عبر إجراء انتخابات تشريعية ورئاسيه مما سيساهم في تقوية المؤسسات الفلسطينيه وتعزيز صمود المواطن الفلسطيني وصد مشروع تصفية القضيه(صفقة القرن) .
ويجب أن يتم اشراك الكل الفلسطيني في هذه الانتخابات وإعادة أدوار المؤسسات الفلسطينيه بحيث تقوم بدور خدماتي مدني ، وأن تبقى مؤسسات منظمة التحرير تضطلع بالدور السياسي والوطني.
ويجب تبني استراتيجية مصالحة اجتماعية ومجتمعيه تؤدي الى اعادة بناء الثقه بين جميع الأطراف ، والتعامل مع اثار الإنقسام التي يشهدها المجتمع الفلسطيني والتي لها أبعاد إجتماعيه عميقه .
 وإذا كانت القضية الفلسطينية  قد بدأت منذ العام 1948 فإن أصحاب شعار (فلسطين التاريخية كلها أو لا دولة بدونها) قد أضاعوا على الأجيال الفلسطينية حق تقرير مصيرهم وفرضوا وصايتهم من جيل إلى جيل وأسهموا عمليا في تمكين اسرائيل مما يقرب من 80% من مساحة فلسطين .
المصلحه الوطنيه الفلسطينية تقتضي تقديم أولوية الدوله وتوحيد الخطاب السياسي وهذا يتطلب الوعي بالتحويلات التي دخلت على المفهوم السائد لعملية (التحرير) ، فطوال نصف قرن سادت فكرة متخيلة عن عملية تحرير قوامها العودة إلى لحظة العام 1948 وهزيمة المشروع الصهيوني بالوسائل العسكرية ، لذا فمن غير المعقول  أن يبقى هذا المفهوم جامدا برغم كل المتغيرات والتحولات.
لقد شهدنا بعد مؤتمر مدريد وبعد عقد اتفاقية أوسلو 1993 كيف تنامت التناقضات المجتمعية الداخلية في اسرائيل بين المتدينين والعلمانيين وبين الشرقيين والغربيين وبين المتطرفين و المعتدلين وبين الاسرائيليين والمستوطنين في الضفة والقطاع وبين دعاة الاسرائيلية ودعاة اليهودية ، وفي هذه الاستراتيجية فإن التفكير السياسي العربي -في ظل ما تقدم- معني أيضا بتطوير نظريته في الصراع والتي كانت تقتصر فقط على الجانب العسكري الذي استنزف طاقات العرب وأفاد اسرائيل ، وفوق كل ما تقدم فإن المشكلة الأكبر لدى الفلسطينيين رغم نضالهم المضني والطويل إنما تكمن في أنهم في مجمل خياراتهم السياسية اغفلوا أهمية التوجه نحو عدوهم في خطاباتهم السياسية أو في اختيارهم لأساليبهم الكفاحية ، لإيمانهم بفكرة أن العدو الصهيوني هو مجرد كتله صماء ، وان المجتمع الإسرائيلي هو مجتمع استيطاني عسكري (لا مدنيين فيه) وأنه ثكنة عسكرية فحسب ، وهكذا أخفقت الحركة الوطنية الفلسطينية في الاشتغال على التناقضات داخل المجتمع الاسرائيلي.
إن المصلحة الوطنية الفلسطينية تقتضي تقديم أولوية الدوله على ما عداها وتوحيد الخطاب السياسي الفلسطيني حولها لتوظيف الزخم السياسي الذي نتج عن المواجهة العسكرية الأخيرة في غزة والصمود الفلسطيني في الضفة والقدس لبناء حقائق سياسية على الأرض وعدم تكرار الفشل وتجنب طلب تحقيق مصلحة خاصه لجماعة أو فريق ليثبت به تفوقه الأيديولوجي ، ويجب عدم الخلط بين الصورة الذهنية والواقع ، كما ويجب على كل الزعماء في رام الله أو غزة إن يتوقفوا عن سياسة فرض الوصاية على المستقبل غير المنظور .
وإذا كنا نتحدث عن المصلحة الوطنية الفلسطينية فإن اخطر ما يهددها بسبب الاحتلال هو فقدان الهوية والفناء -وليس المقصود بالفناء الموت الفيزيقي- لكن المقصود تحلل الهوية واندثارها ، وأن وجود الدوله هو حاضنة الهويه وحافظتها وإبقاء القضية حيه.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير