النسخة الكاملة

تصريحات ترامب والموقف الأردني

الإثنين-2025-01-27 11:14 am
جفرا نيوز -
كتب - نسيم عنيزات

بانتظار توضيح رسمي حول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس للصحفيين والمتعلقة بتفريغ قطاع غزة من سكانها وترحيلهم إلى الأردن ومصر بحجة انه لم يعد صالحا للعيش بعد ان دمرته دولة الاحتلال الإسرائيلي وجعلت منه منطقة منكوبة علينا ان ندرك عدة أمور ترتبط بهذه القضية .

حيث أشار الكثير من السياسيين والمحليين بأن ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة من تدمير لكل مقومات الحياة وتحويله إلى ركام لم يكن صدفة، او ردة فعل على عملية طوفان الأقصى بقدر ما كانت فرصة تم استغلالها لتنفيذ مخطط مدرس بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية لتهحير ابناء القطاع ومن ثم سكان الأراضي المحتلة الفلسطينية.

وذلك وصولا ليهودية الدولة وتبديدا للمخاوف الاسرائيلية من الأكثرية الفلسطينية سواء من سكان الأراضي المحتلة او الذين يعيشون في اراضي 48 من الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية والذي يبلغ عددهم مجتمعين 6.1 مليون نسمة مقارنة مع الإسرائيليين الذي يبلغ عددهم 5.9 مليون و كنا قد أشرنا إلى هذا الموضوع في وقت سابق.

وبالعودة إلى تصريحات ترامب التي تفاعلت معها وسائل الإعلام العالمية ووجدت ترحيبا من متطرفي دولة الاحتلال الوزير المستقيل بن غفير ووزير المالية سموتريش، فاننا ندرك ونعلم جيدا الموقف الأردني الثابت والمعلن برفضه التهجير او حل مشكلة الاحتلال على حساب دولتنا.

الامر الذي يتطلب تنسيقا كبيرا مع جمهورية مصر العربية للاتفاق على موقف ثابت وواضح يراعي المصالح الوطنية خاصة وان الرئيس المصري قد أعلن موقف بلاده في اكثر من مرة ومناسبة ورفض بلاده لتهحير أبناء القطاع وهذا ما تم خلال أيام الحرب على القطاع بثبات المصريين على موقفهم.

حشد تأييد دولي وعربي لرفض المقترح ودعم الأردن الذي قدم الكثير من مواقف إنسانية وحمل أعباء كبيرة على مدار تاريخه في مجال اللاجئين حيث يعيش على أراضيه أكثر من مليوني لاجىء سوري وفلسطيني على الرغم من قلة وضعف امكانياته.

أما الان وقد تغير الموضوع واخذ منحى اخر مع دونالد ترامب الذي يحمل تصريحه أكثر من سيناريو في ظل غياب اي توضيح رسمي حيث يدور الأول حول خطة واتفاق أمريكي إسرائيلي ووعد الأول للاحتلال بالمضي في هذه الخطة مقابل الاتفاق الأخير المتعلق بالأسرى ووقف النار مما ياخذ مسارا جديا سيترتب عليه ضغوط أمريكية على بلدنا كانت بدايتها تجميد المساعدات واقالة السفيرة الأمريكية في عمان .

اما الثاني فقد يكون في مدار البحث والمناقشة دون اتخاذ قرار نهائي حيث لم يصدر اي رد او تصريح رسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتن ياهو.

الا ان تنفيذ المخطط يعتمد على الموقف المصري ومدى انسجامه ايضا مع موقف بلدنا في رفض هذا المشروع.

كما يبقى لأبناء القطاع كلمتهم وقبولهم بهذ الطرح ومغادرة أرضهم التي ارتوت بشهداء عشرات الآلاف من شهدائهم.

وايا كانت النوايا والأهداف فاننا نثق بحكمة نظامنا السياسي وقدرته على تجاوز الأزمة بما يراعي مصلحتنا الوطنية ويحفظ أمننا واستقرارنا .

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير