النسخة الكاملة

الأردنيون ينتظرون "رسالة الإخوان" بعد "لدغة الحيّة": هل أنتم "منا وفينا"؟

الخميس-2025-01-16 10:36 am
جفرا نيوز -
|خاص

نام الأردنيون على شعور بـ"الضيم والخذلان" وهم يستمعون إلى خطاب خليل الحية القائم بأعمال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعد أن "نسي أو تناسى" توجيه الشكر للأردن أسوة بمَن وجّه إليهم الشكر في خطاب إعلان وقف إطلاق النار، وسط قناعة أردنيين أن الأمر لم يكن "نسياناً" بل تنكّرا متعمدا لـ"إيذاء الأردنيين" وهم الذين كانوا "شهود عدل" على آلاف المسيرات التي نزلوا خلالها إلى الشوارع لنصرة "غزة العزة"، مثلما كانوا "شهود حق" على الجهد الملكي الذي بذله جلالة الملك عبدالله الثاني على امتداد نحو 500 يوم حين كان يغفو في طائرة ويستيقظ في مطار في محاولة لـ"إبراز إبادة إسرائيل".

وبعد أن "هضم" أردنيون على مضض أن تتجاهل حماس الرسمية الأردن ودوره وشعبه، فإن الأنظار تتجه في الأيام 
والساعات المقبلة إلى "الحراك الإخواني" في الشارع والذي سيحتفي بوقف إطلاق النار، لكن سؤال الأردنيين سرعان ما اتجه عن مضمون "الخطاب الإخواني" في هذا الإطار، وما إذا كان سيكون نسخة من "الخطاب الحمساوي" في تجاهل دور الأردن والملك وأجهزته والشعب، وهل سيكون لـ"شكر الأردن" نصيب من خطاباتهم التي اعتادوا فيها توجيه الشكر لأصقاع الأرض، أم هل سيخلو خطابهم من "شكر الأردن"، والاحتفاء والافتخار بما قدمه الأردن طيلة حرب غزة.

يقول أردنيون: المسألة لا تتجزأ فـ"أخوان الأردن" يستعدون للاحتفال -وهذا حقهم-، ولكن ينبغي أن يظهر في هذا الاحتفال "حصة وازنة" للدور الأردني وما فعله الأردن، حين كان "البلسم الأردني" يُلطّف جراح الغزيين ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وفيما كانت الطائرات الأردنية العسكرية تتحدى إسرائيل وتقذف "صناديق الواجب" في أجوائها، وسط مخاطر جمة لطياراتها وطياريها، قبل أن يستلهم العالم مجتمعا هذا "التكتيك العسكري" للأردن، ويطبقه بمساعدة الأردن.

ومما ينبغي الإشارة إليه بدقة -وفق ما يقول أردنيون- إنه إذا "خذلت حماس" الأردن الذي لم يكن ينتظر شكرا من الأساس، فالواجب أن يتمايز "أخوان الأردن" في طرحهم الاحتفالي، وأن يكون للبلد الذي آواهم من المصير الذي تتعرض له النسخ الإخوانية حول العالم حق بالتعبير عن الافتخار بالأردن، وتوجيه شكر "صريح ووازن" وليس مجرد كلمات عابرة لذر الرماد في العيون، فالأصل أن الأخوان هم مكون سياسي أردني لديهم حراك رسمي، ويمتلكون حصة مقاعد وازنة في البرلمان، وعليه فإن أي تقصير في إيفاء الأردن "حقه المعنوي" وإبراز المواقف الأردنية، فإنه سيدفع الأردنيين لـ"تعليق الجرس" وتوجيه السؤال الأكثر دقة وتعبيرا في هذا الوقت المفصلي: "هل أنتم منا وفينا".

اليوم الرسالة لـ"أخوان الأردن" واضحة وبسيطة وغير مكلفة: "هل أنتم تنتمون إلى هذا البلد و"يُحْزِنكم ما يُحْزنه ويٌفرحكم ما يُفرحه"؟.. المسألة فاصلة في شكل العلاقة بين "أخوان الأردن والأردنيين".. فماذا أنتم فاعلون.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير