جفرا نيوز -
د . طايل إبراهيم المجالي
في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار في غزة وبدء الانسحاب، خرجت تصريحات من بعض القيادات الفلسطينية، كان أبرزها تصريحات السيد خليل الحية، التي أظهرت جحودًا ونكرانًا لما قدمه الأردن، شعبًا وحكومة، لدعم أهلنا في غزة في أصعب الظروف وأشدها قسوة.
نقول للسيد الحية ولغيره ممن ينكرون الجميل، إن مواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية ليست بحاجة إلى شهادة أو تبرير. الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه الكريم كان وما زال صمام الأمان والسند الحقيقي للشعب الفلسطيني على مدى عقود. دماء شهدائنا التي سالت على أرض فلسطين، من اللطرون إلى القدس، هي دليل حي على أن الأردن لم يكن يومًا إلا جزءًا لا يتجزأ من النضال من أجل الحرية والكرامة.
في الوقت الذي كانت فيه غزة تحت النار والحصار، كان الأردنيون وفي مقدمتهم جلالة الملك وولي عهده الامين حفظهم الله ورعاهم من أوائل الداعمين بكل ما يملكون. المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة ليست مجرد كلمات، بل أفعال ملموسة. الدعم الطبي، والإنساني، والسياسي لم يتوقف لحظة واحدة، وشواهد التاريخ تؤكد ذلك.
أما على المستوى الشعبي، فقد توحد الأردنيون في دعمهم لغزة، حيث فتحت المساجد أبوابها لجمع التبرعات، وأطلق المواطنون حملات الإغاثة التي وصلت إلى المحتاجين في القطاع. لم يهنأ الأردنيون بمأكل أو مشرب وهم يشاهدون أشقاءهم في غزة يعانون ويلات الحرب.
السيد الحية، إن إنكار الجميل لا يخدم قضيتكم ولا قضيتنا المشتركة. قضيتنا الفلسطينية أكبر من تصريحات عابرة، وأكبر من محاولات البعض للتقليل من دور الآخرين. نحن في الأردن نؤمن بأن العمل من أجل فلسطين واجب مقدس، وليس موضعًا للمزايدات أو الاستعراضات السياسية.
ختامًا، نؤكد أن الأردن، بقيادته وشعبه، سيبقى داعمًا لفلسطين وغزة، ولن تثنينا تصريحات ناكرة للجميل عن واجبنا تجاه أشقائنا. فالحق لا يُطلب شكرًا، والدعم للأهل واجب لا ينتظر الثناء.