جفرا نيوز -
خاص
100 يوم على تشكيل حكومة جعفر حسان، كانت الفيصل في إثبات براءة الرئيس من تهم التقصير وحماس البدايات، في وقت حاول بذل جهود مضاعفة بعيدة عن عناصر " النجومية والفوقية" التي كانت ملازمة للحكومة السابقة، إذ كشف تقرير "راصد" لمراقبة أداء الحكومة، أن حسان ومنذ تسلمه مهامه اتخذ 153 قرارًا ، وزار 47 مرفقًا في 8 محافظات، إلى جانب 37 زيارة ما بين خدمية، وأخرى تتعلق برؤية التحديث الاقتصادي، وبدا أن الفريق الوزاري ينشط في كل زيارة، ويتابع بتفانٍ وحرص ما يقوله الرئيس خلال الاجتماعات المغلقة؛ أي أن حسان عرف كيف يُدير الرابع، بأجواء أردنية شعبية لا شعبوية أو هجومية، واعتمد بالدرجة الأولى على لغة الأرقام والنسب في الطرح، دون تعقيد أو كركبة؛ إذ تمكن خلال 100 يوم فاصلة من إنجاز ما عجزت عنه حكومة بشر الخصاونة خلال ما يقارب الـ 5 سنوات.
القرارات الاقتصادية للرئيس حسان أحدثت انفراجه عند الشارع؛ الذي كان يترقب قدوم صانع قرار "شوره من رأسه"، وتركت أثرًا إيجابيًا فيما يتعلق بانعكاسها على جيوب ودخل المواطنين، كقرار رفع الحد الأدنى للأجور، وما يتعلق بالمركبات "الكهربائية ، والهجينة، والبنزين" والتعديلات التي أجريت عليها، وغيرها من القرارات؛ وهذا ما يميز رئيس حكومة عن غيره، فمن يريد أن يصنع القرار الفارق بيده السلاح والأدوات ، ومن يريد التركيز على التصريحات "التافهة"، وأن يصبح رئيسًا" فيسبوكيًا" ليس عنده لا خل ولا خمر أيضًا يستطيع، والمواطن يقرر بذكاء ودون محاباة، فأجمل الأيام لن تأتِ إلا بقرارات واقعية، يلمسها الأردنيون مباشرة ، دون أغلفة أو جدران عازلة.
وبمعزل عن كرسي الرابع ورفاهية المكتب الواسع، قرر الرئيس حسان أن يخرج في الصباح الباكر إلى الميدان، كالذي "يسري سروة"، ولم يعجبه كثرة الأحاديث المقيتة التي تدل على ضعف صاحبها، بل وجه إلى كل وزير من مكانه ليخرج بأفضل ما عنده حتى يقدموا الأفضل، فنال على إعجاب المواطن ، والمستثمر ، ورجل الأعمال، وأغلب الطبقات التي تريد رئيس حكومة لا يأبه المتغيرات، ويعرف كيف يتعامل معها، لم نرَ وسائل الإعلام مُنشغلة باستضافة حسان الذي حافظ على شخصيته الغامضة "بهيبة الرئيس"، وقرر أن يترك ما لديه للميدان، والقرارات الأسبوعية فقط؛ واللافت أنه لم يصطدم مع أحد ، ولم يستخدم لهجة قاسية أو ردود ساذجة خاصة مع النواب، بل حاول أن يلتزم معهم بحضوره الجلسات كافة، واستمع لكلماتهم وكأنها تخص أهل بيته، ولم يتجاهل أي ملاحظة كانت، ووجه الوزراء وكان واضحًا أنه أينما وجدت الكاميرات كان يقرر الابتعاد، والتقرير الأخير لراصد، كشف أن %43 من النواب راضون عن القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة، وهذا يدلل صراحة أن حكومة حسان ستعيد رسم خارطة الرابع كما يوجه ويريد رأس الدولة جلالة الملك.