النسخة الكاملة

البترا تعاني.. منشآت سياحية تغلق وتسريح عمالة

الخميس-2025-01-09 10:08 am
جفرا نيوز -
تضاءلت فرصة أم علاء الهلالات بالحصول على وظيفة لابنها الذي بلغ عامه التاسع والعشرين ويحمل درجة البكالوريوس في السياحة، في ظل ما تعيشه المدينة الوردية من تدنٍ في أعداد زوارها بسبب الظروف السياسية المحيطة.

تقول أم علاء: إن المدينة تعاني منذ بدء تداعيات العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، من تراجع متواصل في زوارها، ما حدا بالعديد من المنشآت لإغلاق أبوابها أو العمل بشكل جزئي.

وتضيف أم علاء، أن هذه الظروف حدت بالكثير من المنشآت السياحية إلى تسريح عدد واسع من الموظفين أو ابقائهم بالعمل وبأجور جزئية، ما جعل فرص الباحثين عن العمل ضعيفة، في بلد تعتمد بالدرجة الأولى على القطاع السياحي.

ويتفق معها أحمد النوافلة، الذي يرى أن تراجع أعداد الزوار وانعكاس ذلك على القطاع السياحي ومنشآته، قد زاد من أعداد العاطلين عن العمل في البترا منذ ما يزيد عن عام، خصوصاً وأن المدينة تعتمد وبشكل أساسي على السياحة، فيما توفر بقية القطاعات فرص عمل محدودة ومتواضعة..

وفي استطلاع عبر عدد من صفحات المنصات الإلكترونية في البترا، فإن الغالبية العظمى شكوا من انتشار البطالة وبشكل كبير، فلا يكاد يخلو منزل في اللواء من عاطلين عن العمل أغلبهم من الجامعيين.

وفي ذات الاستطلاع، شكى موظفو المنشآت السياحية، إما من تسريحهم من العمل، أو من بقائهم وبرواتب جزئية، فيما أسهم تراجع السياحة الحاد، بتراجع دخل كافة العاملين في الحقل السياحي كموظفي المنشآت والأدلاء السياحيين وباعة المحال وغيرهم..

لا دراسات حديثة تشير إلى نسب البطالة، فيما تباينت الأرقام التي أعلنتها الجهات المعنية عمن فقدوا وظائفهم في القطاع الفندقي على سبيل المثال، إلا أن رئيس جمعية فنادق البترا السياحية عبدالله الحسنات يقدر أن نحو 1000 موظف قد فقدوا وظائفهم بشكل كامل أو مؤقت في قطاع الخدمات السياحية، جراء الأزمة التي يعانيها القطاع.

الرأي
وأعلن رئيس مجلس مفوضي إقليم البترا الدكتور فارس البريزات في تصريحات لوسائل الاعلام أخيرا، عن أن نحو 478 عاملاً في فنادق البترا تم تسريحهم، لانخفاض اعداد السياح.

وكشف البريزات عن أنه وبعد توقف برنامج أردنا جنة، فإن المنطقة ستشهد موجة جديدة من التسريحات للعاملين في القطاع الفندقي، إذا لم تتحسن حركة السياحة، كما أن توقف البرنامج انعكس بشكل مباشر على مزودي الخدمات في البترا مثل الرواحل والمطاعم والأدلاء والقطاع التجاري في البترا.

يؤكد الخبير الاقتصادي والمفوض السابق في إقليم البترا الدكتور محمد الفرجات، أن نسبة كبيرة من أبناء لواء البترا يعملون بالسياحة، سواء بالصف الأول ممن يتعاملون مع السياح مباشرة من مقدمي الخدمات؛ من أدلاء سياحيين ومشغلي النقل والمكاتب والفنادق والمطاعم السياحية، وكذلك من مرافقي الرواحل «الخيول والإبل».

ويوضح الفرجات، أنه يستفيد من السياحة عدد كبير من أبناء اللواء من مقدمي الخدمات الداعمة والتزويد للفنادق والمطاعم والنقل، كمشغلي محال البقالة والسوبرماركت والمولات ومحال اللحوم والمجمدات والخضار والمحروقات وغيرهم وهم الصف الثاني، وبالمقابل ينتعش سوق العقارات والبناء وتنتعش الأسواق عند انتعاش السيولة الناتجة عن الحركة السياحية.

ويشير الفرجات إلى أن الصف الأول قد تضرر مع توقف السياحة، ويمكننا القول بأن مصادر دخلهم قد توقفت أو لا تزيد عن ١٠% في أحسن الظروف مقارنة بالسنوات ٢٠٢٣ و٢٠١٩. أما الصف الثاني، وبحسب الفرجات، فيمكن القول بأن مصادر دخلهم قد نزلت إلى النصف أو حتى أقل مع شح السياحة.

ويبين الفرجات، أن ذلك يؤثر على الوضع الاجتماعي للأسر والمجتمع ككل، كما ويمس الانفاق على التعليم والعناية الصحية للأبناء وجودة الحياة، فضلا عن تعرض أرباب الأسر إلى عدم المقدرة على الإيفاء بالأقساط البنكية والديون إن وجدت، ويزيد من الضغوطات المادية والنفسية على كل مجتمع اللواء.

ويعتبر أن هذا التراجع السياحي والاقتصادي قد رافقه أيضاً تزايد كبير وملحوظ في نسب البطالة، خصوصاً وأن القطاع الأهم في اللواء قد أصيب بانتكاسة حقيقية، جراء الظروف السياسية المحيطة وأهمها الحرب في غزة.

ويدعو الشاب عمر الحسنات إلى ضرورة تنويع القطاعات الاقتصادية والانتاجية في المنطقة وإقامة المشروعات التنموية الحقيقية، لأن أبناء المنطقة باتوا بأمس الحاجة للوظائف.

وتأتي دعوة الحسنات هذه انسجاماً مع مطالب مجتمعية ونيابية متواصلة وعابرة للحكومات، بضرورة تنويع القطاعات الاقتصادية في البترا، بدلاً من الاعتماد على السياحة وحدها والتي سريعاً ما تتأثر بأي حدث سياسي، وذلك من أجل توفير فرص عمل وعيش أفضل للسكان.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير