جفرا نيوز -
ناصر محمد الحجايا
إن ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو حجم الضجة الإعلامية التي أثيرت حول تعيين المهندس حمزة العلياني الحجايا مديرًا لوحدة الشراكة بين القطاعين العام والخاص في وزارة الاستثمار، سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو على صفحات الإعلاميين، وانتشار هذا الأمر كالنار في الهشيم والغريب في الأمر أن هذه الوظيفة كانت مستحدثه من قبل وكان يشغلها مدير سابق لها تم تعيينه وفق الأسس والأنظمة المعمول بها وبنفس الراتب والوصف الوظيفي ، وبعد تقدمه باستقالته تم استدعاء المهندس حمزه كونه المرشح التالي وصاحب الأحقية في التعيين ضمن المرشحين الذين خضعوا للمنافسة لهذه الوظيفة ، والتي تم إنشاءها بموجب قانون خاص لبناء شراكة بين القطاعين العام والخاص والتي يدرك الجميع أهميتها ودورها في تنمية الاقتصاد الوطني وجلب الاستثمارات والمساهمة في توفير فرص العمل .
لذلك هذه الوظيفة لم يتم تفصيلها بالمقاس، وإنما مسمى وظيفي موجود ضمن مهام معينه وبراتب معين، أما المستغرب في هذه الضجة الإعلامية أن من قادها إعلاميين كانوا دوما يطالبون بالشفافية في التعيينات بالوظائف العليا وان لا تكون حكراً على أبناء الذوات وكبار رجالات الدولة، وان لا تفصل على مقاسهم وان يكون لأبناء عامة الشعب والطبقات الكادحة نصيب في المنافسة عليها، وهذا التعيين جاء نموذج للعدالة والشفافية في وزارة الاستثمار وليس باب للنقد والتشويه .
لذلك المهندس الحجايا لم يهبط على هذه الوظيفة بالبراشوات، وإنما بخبراته ومؤهلاته وهو ابن البادية الجنوبية، ومنطقة القطرانة الصحراوية التي تعد من المناطق النائية ودرس في مدارسها وتحمل لهيب صحراءها وقسوة بردها ، إلا أن طموحه غير محدود وعشقه للعلم وتطوير ذاته مستمر فهو الحاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة مؤتة ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة أبردين في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى شهادة في القيادة وخلق القيمة العامة من جامعة هارفارد وإتقانه للغة الانجليزية رغم انه خريج احد المدارس التي تعتبر من الأقل حظاً ، إضافة إلى خبرات متميزة في القطاع حيث عمل في القطاع الخاص وتولى إدارة العديد من الشركات الدولية في مجال الطاقة والتعدين، والاستثمار ، والمياه والبنية التحتية، وقد شغل عضوية العديد من مجالس الإدارة في القطاع العام والخاص، وشارك في إدارة جلسات رؤية التحديث الاقتصادي، وكذلك إعداد استراتيجيات الاستثمار وإدارة المخاطر خلال عمله كعضو في مجلس إدارة في شركة إدارة الاستثمارات الحكومية، بالإضافة الى انه كاتب صحفي باللغتين العربية والإنجليزية ومتخصص في قضايا الاستثمار والطاقة في العديد من الصحف العالمية.
المهندس الحجايا قدوة ومثال حي لأبناء القرى والبوادي ان لكل مجتهد نصيب والدولة حريصة من تمكين كفاءات أبنائها واستثمارها لخلق المشاريع والاستثمارات الكبرى التي ستوفر فرص العمل وتحقق الرفاه الاقتصادي، ويجب ان يكون المهندس الحجايا النموذج في القطاع العام لتعزيز كوادر الدولة الأردنية.
النسخة الكاملة
