جفرا نيوز -
بعد الإطاحة بنظام البعث الذي حكم سوريا 61 عاما، ودخول المعارضة العاصمة دمشق في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بدأت البلاد تتنفس الحرية شعبا واقتصادا.
ويرى السوريون أنه في 8 ديسمبر لم ينته اضطهاد الجيش وقوات الأمن والمافيا فحسب، بل بدأ أيضا عصر جديد في الحياة الاقتصادية.
فنظام الأسد في سوريا، كان يعاقب على التعامل بالعملات الأجنبية بالغرامة والسجن لمدة تصل إلى 7 سنوات، ومع قدوم الإدارة الجديدة رفعت الحظر والعقوبة على شراء وبيع تلك العملات.
وحررت الإدارة الجديدة في سوريا القيود المفروضة على الصادرات والواردات، وأعلنت عزمها زيادة رواتب موظفي الدولة 300 بالمئة.
وفتحت المصارف أبوابها في دمشق، وشوهدت طوابير طويلة من الناس أمام آلات الصرف.
** عناصر النظام كانوا مافيا
كان جنود نظام الأسد يتصرفون مثل المافيا لأنهم لا يستطيعون تغطية نفقاتهم برواتبهم البالغة نحو 35 دولارا، فكانوا يكسبون عيشهم من خلال جمع الجزية من التجار والشعب.
وبسبب العقوبات والقيود التي فرضها النظام المخلوع على الواردات، كان السبيل الوحيد لتأمين الحاجات الأساسية هو السوق السوداء.
وتسببت رشاوى عناصر نظام الأسد وابتزازاتهم في ارتفاع دائم للأسعار.
ومن الملاحظ أن السوق انتعشت وانخفضت الأسعار مع قيام الإدارة الجديدة في سوريا بتحرير نظام القطع الأجنبي والواردات والقضاء على الرشوة والابتزاز.
** إقبال الناس على سوق الحميدية
في سوق الحميدية التاريخي بدمشق ثمة لافتات على نوافذ العديد من المتاجر تشير إلى إمكانية تصريف "الدولار واليورو والليرة التركية”.
ويصف سوريون كيف أن حمل العملات الأجنبية في عهد النظام السابق كان يشكل خطرا بالسجن.
ويذكرون أنه من كان يريد شراء وبيع العملات الأجنبية، كان يشعر بالخوف وكأنه يرتكب جريمة.
** نهاية احتكار النظام
الأناضول زارت محل "بكداش” للمثلجات في سوق الحميدية، المعروف بأنه أقدم محل للمثلجات في الشرق الأوسط ودمشق إذ تأسس عام 1895.
وأشار مدير المحل وسام بكداش إلى تردي الوضع الاقتصادي وقلة المبيعات أثناء عهد نظام الأسد.
وقال بكداش: "عندما يكون الناس سعداء يتسوقون ويشترون، ولكن عندما يخافون لا يريدون الشراء”.
وأضاف: "كل شيء تغير، الاقتصاد وأمن الناس ووجوههم. كان الناس دائما عبوسين، أما الآن فوجوههم متبسمة”.
وأكد أن التغيير في نظام الصرف الأجنبي انعكس على الأسعار منذ اليوم الأول.
وأردف: "بدأت أسعار السكر والسحلب تنخفض منذ 8 ديسمبر”.
وتابع: "كانت المواد الأساسية مثل الطحين والسكر والبنزين والديزل والغاز وكل احتياجات الشعب تحت سيطرة رجال النظام، وكانوا يستغلون الناس”.
وأوضح أنه في كل منطقة كان هناك رجل من النظام، وكان هذا الرجل يحتكر المواد الأساسية، ويفرض الأسعار التي يريدها.
وفي 8 ديسمبر 2024، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، تكليف محمد البشير رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.
الأناضول