جفرا نيوز -
على مدى ثلاثة عشر عاماً والأردن يتصدّى للجماعات الإرهابية التي تحاول اجتياز الحدود الشمالية؛ التي تربط المملكة الأردنيّة الهاشميّة في الجمهوريّة العربيّة السوريّة بشريط حدودي يمتد لنحو 375 كم.
القوات المسلّحة الأردنيّة والأجهزة الأمنيّة قدّمت على مدى تلك السنوات الشهداء في إطار الدفاع عن أمن واستقرار المملكة، وهي تحارب التنظيمات الإرهابيّة والعصابات الإجراميّة التي كانت تحاول إدخال المخدرات عبر التسلل إلى أراضي المملكة.
هنا يبرز السؤال الأهم والذي يتمثل: ماذا يريد الأردن من سوريا؟!
على مدى نحو ثلاثة عشر عاماً والأردن في سياسته الحكيمة يتمنى لسوريا وشعبها الشقيق الأمن والاستقرار.
سياسة الأردن تجاه سوريا واضحة للعيان عندما إنحاز الموقف الرسمي إلى الشعب السوري، وكانت سياسته تتمثل في الاستماع إلى الشعب السوري والاحتكام له، وتأييد قرار مجلس الأمن رقم 2254.
سياسة الأردن دوماً قائمة على الحكمة والاتزان، وفقاً لرؤيته الواضحة؛ لأن الأردن هو محور الاستقرار في المنطقة.
على مرّ سنوات مضّت والأردني لا ينسى دماء شهداء الركبان، كما أنّ الأردن لا ينسى دماء نشامى القوات المسلّحة الأردنيّة الذين كان يتصدّون لعصابات تهريب المخدرات.
الأردن في سياسته الحكيمة واضح النهج والرؤية؛ وهو يرى ضرورة الاحتكام لإرادة الشعب السوري، ويتمنى السلامة للشعب السوري، وأن يحافظ على سلامة بلده واستقراره.
الأردن هو السبّاق في عقد أول اجتماع عربي بحضور شخصيات بارزة؛ لحشد الدعم والتأييد للشعب السوري؛ فكان اجتماع العقبة، وسيتبعه الاجتماع الذي سيعقد الشهر المقبل بدعوة من فرنسا بحضور » شخصيات العقبة».
الأردن كان السبّاق في إرسال المساعدات الإنسانيّة والإغاثيّة التي تجاوزت ال٢٥٠ طناً من المواد اللازمة المختلفة؛ فكانت أول القوافل التي وصلت إلى سوريا مقدمة من الأردن الشقيقة للشعب السوري.
الأردن اليوم معني بتظافر الجهود العربية والأممية لإعادة إعمار سوريا، والتي شهدت تدمير ما يزيد عن نصف مدارس سوريا البالغ عددها نحو 18 ألف مدرسة تضررت أو دمرت، وبحاجة إلى بناء أكثر من 9 آلاف مدرسة. والمئات من المستشفيات، التي غدت اليوم في واقع أليم حيث تعاني من تردٍ غير مشهود من قبل، يهدد حياة المرضى. ويعمل في هذه المستشفيات أطباء لا تتجاوز رواتبهم الشهرية 20 دولاراً! وأن ترفع عقوبات قانون قيصر عن سوريا.
الأردن معني بعودة ما يزيد عن ثلاثة عشر مليون لاجئ سوريا إلى بلادهم، يحتضن الأردن لوحده نحو ما يزيد عن مليون وثلاثمائة لاجئ منهم.
الأردن معنى في أمن الحدود واستقراره بعد سنوات عصيبة، كان تشكّل تهديداً لأمن الأردن واستقراره.
الأردن اليوم معني في عودة النشاط الاقتصادي بين البلدين المتحاورين كما كان في السابق.
الأردن يدرك دوماً أهمية عودة سوريا للحضن العربي.
التاريخ لا ينسى.. ومواقف الأردن الداعمة للشعب السوري واضحة للعيان عندما فتحت المملكة حدودها لاستقبال السوريين بعد أن ضاقت بلادهم بهم ذرعاً جرّاء ما تعرضوا له من إبادة جماعيّة. ووفر لهم كل ما لديه من إمكانيات وخدمات.
التاريخ سيبقى يتذكّر بطولات اللواء أربعين من القوات المسلّحة الأردنية، عندما أوعز جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه لهذا اللواء في سبعينيات القرن الماضي؛ للدفاع عن الأراضي السوريّة وشعبها الشقيق عندما تعرض للعدوان الإسرائيلي.
موقف الأردن من سوريا واضح؛ فالأردن اليوم يقف مع آمال وطموحات الشعب السوري؛ ليظفر جميع أبناء الشعب السوري الشقيق بالأمن والاستقرار على حدٍ سواء.