جفرا نيوز -
أكد مختصون في شؤون الشرق الأوسط أن إيران فقدت نفوذها في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، مستبعدين إمكانية استعادة حضورها مجدداً، لا سيما بعد الممارسات الإيرانية التي استهدفت السوريين خلال العقود الأخيرة، وعمل طهران على تغيير التركيبة الديمغرافية لسوريا، وارتكابها سلوكيات طائفية استهدفت الأغلبية العقائدية في البلاد.
وأوضح الخبراء في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن سياسات إيران، التي خالفت "الخط المرسوم” لها من قِبل الغرب، دفعت قوى دولية، على رأسها الولايات المتحدة، لإحداث تغييرات جديدة في المنطقة، خاصة في المناطق التي شهدت تدخلاً إيرانياً. وقد تجاوز المشروع التوسعي الإيراني حدوده؛ ما أضر بمنطقة الشرق الأوسط وبمصالح قوى دولية.
وأشاروا إلى أن النفوذ الإيراني حاول تغيير هوية سوريا وطابعها الثقافي والديني؛ ما أثار رفضاً واسعاً داخل البلاد.
وأكدوا أن ضعف الوجود الإيراني في سوريا سيؤثر على حضور طهران في لبنان والعراق؛ ما ينهي مشروع "قاسم سليماني” بشكل نهائي.
وقالت نائبة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، بعد زيارتها إلى سوريا ولقائها قائد "هيئة تحرير الشام”، أحمد الشرع المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، إن "إيران لن يكون لها أي دور في سوريا، ولا ينبغي أن يكون لها دور”، مؤكدة أن النظام الإيراني أساء للشعب السوري.
ومن جانبه، أشار المحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني، طاهر أبو نضال، إلى أن سوريا كانت الساحة الأبرز لنفوذ إيران، إلا أن الأحداث الأخيرة جاءت في إطار إنهاء هذا الدور.
وأضاف أن طهران خرجت عن "الخط المرسوم” لها؛ ما أضر بمصالح الولايات المتحدة ودول أوروبية، وأدى إلى تحركات دولية لإنهاء الوجود الإيراني في سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد.
وأوضح أبو نضال أن خسارة إيران لنفوذها في سوريا تعد من أكبر الضربات التي تعرضت لها، خاصة مع تراجع نفوذ حزب الله، الذي كان يُعتبر إحدى أقوى أذرعها في المنطقة.
وأكد أن أهمية سوريا لإيران كانت تتضح في تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين وصفوا البلاد بأنها "محافظة إيرانية”، مشيراً إلى أن هذه الخسارة ستؤدي إلى تأجيج الصراعات الداخلية في إيران وزيادة الاحتجاجات الاقتصادية والمعيشية.
كما لفت أبو نضال إلى أن سياسات إيران، التي تجاوزت الدور المحدد لها، دفعت الغرب لإعادة ضبط استراتيجيته ومصالحه في المنطقة.
وأضاف أن طهران لم تكتفِ بالحروب والقتال، بل ارتكبت جرائم طائفية واستهدفت الأغلبية العقائدية في سوريا؛ ما زاد من الكراهية تجاهها.
وبدوره، رأى الخبير في شؤون الشرق الأوسط، علي حمادة، أن تصريحات باربرا ليف تعكس الصورة الجديدة بعد انهيار نظام الأسد وخروج إيران من المعادلة.
وقال حمادة إن النفوذ الإيراني يتراجع بسرعة، ليس فقط في سوريا، بل في منطقة جغرافية واسعة، مشيراً إلى أن هذا التراجع جاء نتيجة للممارسات الإيرانية التي أثارت كراهية كبيرة داخل سوريا.
وأضاف حمادة أن سقوط نظام الأسد وخروج الإيرانيين سيؤثران على الوضع في سوريا، وسينعكسان على لبنان والعراق؛ ما ينهي مشروع "قاسم سليماني” بشكل كامل.
إرم نيوز