النسخة الكاملة

زيد سمير الرفاعي "أضخم من الكلام".. "سنديانة عتيقة" لم تعرف "تردد أو هزيمة"

الخميس-2024-11-27 05:03 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز|خاص

في تأبينه والإحاطة بمزاياه و"أفعاله العظيمة" يصغر كل الكلام، ويجد البعض الـ28 حرفا عاجزة عن إتمام نص يفي الراحل العظيم دوله زيد سمير الرفاعي حقه، ومعه "البيت الرفاعي" الذي أعطى للأردن زهرة رجالاته وصفوتهم فداءً لمسيرة أردنية مستمرة لم تكن ما كانت عليه اليوم لولا أن "رجالات دولة" قد شمّروا عن سواعدهم لبناء الأردن مع ملوكه وأهله على امتداد نحو قرن، تسابق فيه الأردنيون على توقير رجالات الدولة الذين خدموا بمنتهى الأمانة والإخلاص، وكان منهم الراحل زيد الرفاعي الذي أمضى أكثر من 70 عاما من عمره في خدمة الأردن.

سيقال الكثير عن رجل لم يحمل تاريخه السياسي أي "شتيمة أو قول بذيء"، وأمام موجات الإساءة والتشكيك كان يرفع في وجوه أصحاب هذه الحملات "تاريخه السياسي الناصع" الذي لم ينجح أي خصم في تلويثه، فأكثر ما نجح به خصوم زيد الرفاعي -على قلتهم- هو تقديم الإثباتات والبراهين أنه كان "يحب الأردن" قبل نفسه والعائلة وكل الدنيا، لذلك ظل زيد الرفاعي حتى أيامه الأخيرة يحتفظ بوقاره وهيبته مذكرا بطلته "زمن الغوالي" من رجالات الدولة الذين خدموا بإخلاص ودون بروباغندا رخيصة يتحفنا بها بعضهم اليوم من "صغار السياسة"، فزيد الرفاعي أنجز تاريخ سياسي حافل وناصع وقبل "ولادة الإنترنت" وقبل "ولادة فيسوك وأخواته"، لذلك ظل زيد الرفاعي "أكبر وأكثر" من أي كلام، هو "سنديانة عتيقة" لا تعرف التردد أو الهزيمة.

في ديسمبر من عام 2009 -يقول مقربون- اختير نجله البكر سمير ليكون رئيسا للحكومة، فقد بادر أصدقاء للرفاعي الأب بالاتصال به لإخباره بأنباء تعيين نجله رئيسا للحكومة، إذ لم يكن مسؤولا عن مسيرة إبنه سمير، فالإبن ارتقى مرارا وظيفيا دون "مظلة أبيه"، فسرعان ما توجه الراحل إلى دارة جلالة الملك عبدالله الثاني ليضع استقالته من منصبه كرئيس لمجلس الأعيان، فالرجل يريد أمرين كما قال لجلالته وقتذاك: أريد أن يعمل إبني بدون أي حرج سياسي أو غطاء برلماني يوفره منصبي كما سيتوهم كثيرون، أما الأمر الثاني فهو يرفض تضارب المصالح وأن يرأس الأب سلطة والإبن سلطة أخرى يفترض أنها واقعة تحت رقابة الأولى، مانحا الساسة درسا سياسيا أخلاقيا يشير إلى زهد الرجل، وأن هدفه الخدمة العامة دون رياء أو مصالح أو تناقضات، ففي تلك الللحظات يروي عارفون أن الملك قد أبدى تأثرا بالغا بخطوة الراحل الرفاعي، حيث اعتبرها "موقف رجل دولة" من النادر أن يتكرر.

سيظل إرث الراحل الرفاعي مسطورا في القلب والضمير لمن واكب سيرته السياسية العطرة، وسيظل الأبناء والأحفاد والمحبين يحملون هذا الإرث المشفوع بالتهذيب السياسي العالي لأفراد هذه العائلة، فالراحل زيد حمل إرث "سمير الأول، وما من شك أن "سمير الثاني" سيحمل إرث "زيد الأول". رحم الله الراحل العظيم دولة أبو سمير وجزاه الله خير الجزاء عما قدّم وأعطى.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير