ليست كما تظن.. السيارات الكهربائية لا توفر الكثير من المال

تعد المركبات الكهربائية جذابة لمشتري السيارات الجديدة لعدة أسباب، أبرزها فوائدها البيئية وعدم حاجتها للوقود؛ فالمركبات العاملة بالوقود مساهم رئيس في تلوث الهواء، بينما تتمتع المركبات الكهربائية بإمكانية انبعاث عدد أقل أو انبعاثات صفرية. على الرغم من هذه الفوائد، لا يقتنع الجميع بشراء سيارة كهربائية من أجل الحفاظ على البيئة، بل لتوفير المال من استهلاك الوقود.

سعر أعلى

 أحد الحواجز التي تحول دون شراء سيارة كهربائية هو التكلفة، إذ يكون سعرها أعلى عادةً من نظيرتها التي تعمل بالوقود، فالفارق في السعر بين السيارة الكهربائية والعادية وحده كفيل بتغطية نفقات الوقود لعدة سنوات.

 في السياق عينه، وفيما يبدو أن عدم الحاجة إلى الوقود هي ميزة جذابة أخرى للسيارة الكهربائية، فإن الكهرباء التي تحتاجها لشحن بطارياتها ليست مجانية.

وتمامًا مثل كفاءة الوقود للسيارات التي تعمل به، تتمتع السيارات الكهربائية أيضًا بمستويات مختلفة من كفاءة البطارية، مما سيؤثر في مدى القيادة لكل شحنة، ثم على عدد مرات الشحن، ما يؤثر بشكل مباشر في فاتورة الكهرباء، ناهيك عن أدوات الشحن والبنية التحتية اللازم تجهيزها في منزلك.

وفي حال لم تكن تملك مرآباً خاصاً، وتركن سيارتك على الطريق، فإن امتلاك سيارة كهربائية لن يكون الخيار الأفضل لك؛ لأن عملية مد الأسلاك في كل مرة تريد شحن سيارتك فيها ليس بالأمر السهل، ثم إزالتها بعد عملية الشحن. هذا ناهيك عن خطر سرقة الشاحن والأدوات المرتبطة به. وأخيرًا، تكلف السيارات الكهربائية حوالي 12% أكثر للتأمين من مركبات البنزين؛ نظرًا لارتفاع سعرها الأساس.

مصاريف جانبية

بالإضافة إلى كل ذلك، هنالك تكاليف إضافية تستجد عند شراء سيارة كهربائية، ومنها على سبيل المثال كثرة زيارة المقاهي واستهلاك باقات الإنترنت.

فعندما تحتاج لتزويد السيارة العادية بالوقود، تمضي في المحطة أقل من 5 دقائق، بينما لشحن السيارة الكهربائية في محطات الشحن العامة، تحتاج من 30 دقيقة إلى ساعة، وبالطبع لن تجلس هذا الوقت في سيارتك، فمحطات الشحن مجهزة بمقاهٍ لاستقبال سائقي السيارات التي يتم شحنها. وهناك بالطبع ستطلب قهوة أو عصيرا، وتمضي وقتك باستهلاك باقة بيانات هاتفك لتمرير الوقت. وكل ذلك في النهاية يكلفك بعض المال.

تكاليف الصيانة

في الوقت الذي لا تحتاج فيه السيارات الكهربائية إلى عمليات صيانة مستمرة، مقارنة بالسيارات العادية مثل تغيير الزيت وما إلى ذلك، فإن عمليات إصلاحها تكلف أكثر من السيارات العادية، كما أنها تحتاج إلى مراكز صيانة متخصصة، هذا دون الأخذ في الاعتبار الثمن الباهظ لبطارية السيارة الكهربائية عند الحاجة لاستبدالها. وفي بعض الحالات يكون سعر البطارية أعلى من سعر السيارة نفسها. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن السيارة الكهربائية وزنها أثقل من السيارة العادية، وتحتاج لإطارات خاصة بها يمكنها تحمل وزنها وقوة أدائها. وهذه الإطارات سعرها أعلى بنسبة 30% من أسعار الإطار نفسه للسيارة العادية.

 الخلاصة

إذا كنت تفكر بشراء سيارة كهربائية من أجل توفير تكاليف الوقود، فأنت مخطىء؛ ففارق السعر وحده بين السيارة العادية ومثيلتها الكهربائية كفيل بإثبات ذلك، لكن إذا حسبنا تكاليف الصيانة من دون سعر البطارية على المدى البعيد، قد توفر عليك السيارة الكهربائية بعض الأموال.

أما إذا كنت ترغب بقيادة سيارة تحافظ على البيئة ومواكبة للتطور وكان لديك مرآب خاص لركن السيارة وتثبيت الشاحن بجانبها، ولا تأبه بفواتير الكهرباء، لأنك تحتاج أقله إلى 10 أمبير متواصلة لمدة 8 ساعات لشحن البطارية، أو إذا كان لديك نظام طاقة متجددة في منزلك، فإن السيارة الكهربائية هي السيارة المثالية لك لما توفره من راحة وهدوء وأداء أثناء التنقل. 

ولا بد من الإشارة إلى أن احتساب المصاريف كافة تختلف من بلد إلى آخر بحسب اختلاف تسعيرة الكهرباء والوقود؛ ففي بعض البلدان تكون تكلفة قيادة سيارة كهربائية أقل من السيارة العادية، بينما في بلدان أخرى تكون مشابهة أو حتى أعلى.