جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي
العهد الأردني أن تبقى بوصلته فلسطين، كان كذلك تاريخيا، وأكمل مسيرته ذاتها وبكل روح وطنية مع الأهل في غزة، بمتابعة شخصية من جلالة الملك عبدالله الثاني، ومشاركة شخصية من جلالته سواء كان في الإنزالات التي كسرت الحصار على غزة، أو في التوجيهات السامية من جلالته لمبادرات كان لها الأثر الكبير في دعم الأهل في غزة وتعزيز صمودهم.
لم يترك الأردن غزة للحظة، فها هو عام يمضي على حرب كارثية بدأت بهذا التاريخ من عام 2023، لتصل بأيام الأهل في غزة وأيامنا جميعا لذات التاريخ من عام آخر، عام كامل لم تهدأ أداة الحرب الإسرائيلية من القصف والعنف والتدمير والإبادة، وصولا لحياة فارغة من كل مقومات الحياة تهجير لعشرات المرات، إبادة جماعية، مجاعة، نسف بنى تحتية، لننظر إلى مدينة غزة اليوم وكأنها مدينة نقرأ عنها في صفحات قصة رعب، مدينة فارغة من كل مقومات الحياة، لا ملامح لها ولا لسكانها، تبحث عن سند وعون، ليكون الأردن سندها وعونها يوم أمس واليوم وغدا.
كُتب الكثير عن أشكال العون والمساعدات الأردنية، لكن أكثرها عمقا وأثرا عند الأهل في غزة، وفق ما سمعت منهم بحُكم عملي الصحفي الذي اتواصل به مع العشرات منهم يوميا، الأكثر عمقا هو العهد والوفاء والحب الأردني الذي يصلهم دون انقطاع، فأن تشعر أن معك أخا يلازمك ويدافع عن حقك، ويعزز صمودك، ويفرض روايتك الحقيقية عالميا، ويحمي أحلام أطفالك، ويقرّبك من حياة انتزعت بالكامل منك، هذا هو الدعم الحقيقي الذي يحتاجه الغزيون، الذين يؤكدون أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني هو الأقرب والأكثر دعما لهم، وهو الذي لم يتركهم للحظة بل بقي وسيبقى داعما مؤازرا، بشكل عملي وحقيقي وليس فقط بحُسن القول.
في أسطري هذه رغبت أن أتحدث عن ما يقوله لسان حال الأهل في غزة عن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، هذا الشعب الذي وجد نفسه بين ليلة وضحاها بمفرده في ساحة حرب، غلب عليها الظلم والقهر، وانتزاع كل مقومات الحياة الطبيعية منهم، متلفتين من حولهم، فلم يجدوا معينا بشكل عملي سوى الأردن بتوجيهات مباشرة وشخصية من جلالة الملك عبدالله الثاني أن تبقى غزة أولوية سياسيا وإنسانيا وإغاثيا، مقدّما كل عون ومساعدة لهم ليتمكنوا من الصمود على أرضهم، وكذلك لتجاوز ويلات حرب ما تزال مستمرة، وتزداد عنفا يوميا، ويرتفع عدد شهدائهم من الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء كل ساعة عن سابقتها، ليكون الأردن السند الحقيقي عملا لا قولا، مقدّما العون من القلب الأردني الذي ينبض بحب فلسطين، ليصل للقلب الفلسطيني والغزي بشكل مباشر.
أحيا الأردن في قلب أهلنا في غزة روح الإنسانية، التي ظنوا أنها لم تعد موجودة، فوقف وقفة أخوّة حقيقية، مقدما لهم العون، فغدا كل ما في الشارع الغزي من أشكال مساعدة أردنيا، ووفق الكثير من الغزيين الذين تحدثت معهم، فإن النسبة الأكبر من المساعدات الإنسانية والإغاثية في غزة هي من الأردن، علاوة على المساعدات الطبية العظيمة التي يقدمها الأردن لغزة من المستشفى الميداني في خان يونس، وكذلك من محطات الاطراف الاصطناعية، والآن بانتظار المستشفى الميداني للتوليد والخداج، وكلها مساعدات عملية تنعكس إيجابا على حياة الغزيين، وتمنحهم أملا بوجود من يقف معهم، وكذلك بأن هناك أملا بأن القادم أفضل.