جفرا نيوز -
اتهم سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية أحد أبرز الأحزاب المسيحية، حزب الله الأحد بـ"مصادرة قرار اللبنانيين" على خلفية القصف المتبادل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الجنوبية.
وقال جعجع المعروف بخصومته السياسية مع حزب الله خلال احتفال حزبي في مقرّ إقامته شمالي بيروت "من أجاز لحزب الله وأعطاه التفويض لأن يصادر قرار اللبنانيين وحريتهم، ويحتكر قرار الحرب والسلم؟".
وأضاف "هذه الحرب لا يريدها اللبنانيون ولم يكن للحكومة رأي فيها وكلمة، هذه حرب لا تخدم لبنان ولم تفيد غزة ولم تخفف من معاناتها وأوجاعها قيد أنملة".
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، يتبادل حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي القصف بشكل يومي، ويستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان يقول إنها "دعما" لغزة و"إسنادا" لمقاومتها.
ومنذ بدء التصعيد، تحملُ قوى سياسية عدّة في لبنان بينها جعجع الذي يستحوذ حزبه على الكتلة الكبرى في البرلمان اللبناني، على حزب الله لفتحه جبهة من جنوب لبنان.
ويشكّل حزب الله الذي يمتلك ترسانة سلاح ضخمة، قوة سياسية أساسية في لبنان، ويتهمه خصومه بأنه يتحكّم بـ"القرار السلم والحرب" في البلاد، ويشكّل "دولة ضمن الدولة".
وقال جعجع على وقع هتافات مناصريه المناهضة لحزب الله "هذه الحرب التي انخرط فيها حزب الله، يجب أن تتوقف قبل أن تتحول إلى حرب كبيرة، لا تبقي ولا تذر".
وتابع "نطلب من الحكومة اللبنانية التي هي صاحبة الدار والقرار، أن تدعو حزب الله إلى وقف هذه الحرب العبثية التي لا مبرر ولا أفق لها" معتبرا أن "ما خسرناه حتى الآن على فداحته قليل مقارنة بما قد نخسره لاحقا".
وشدّد جعجع على أنّه "إذا أصرّ (حزب الله) على الاستمرار في الحرب والهروب إلى الأمام، فإن عليه أن يتحمل وحده، العواقب والمسؤولية".
وشهدت نهاية الأسبوع الماضي مواجهة واسعة النطاق بين حزب الله وإسرائيل تمثلت في إعلان الحزب قصفه مواقع إسرائيلية بأكثر من 300 صاروخ كاتيوشا وعشرات المسيّرات ردّا على استشهاد القيادي العسكري البارز فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 30 تموز/ يوليو.
وأعلنت إسرائيل من جهتها أنها أحبطت "جزءا كبيرا من الهجوم" الذي شنه الحزب على أراضيها عبر توجيه ضربات استباقية على جنوب لبنان.
وخاض الطرفان صيف 2006 حربا مدمّرة أسفرت في لبنان عن استشهاد 1200 شخص، معظمهم مدنيون، و160 إسرائيليا غالبيتهم عسكريون، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم ينجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله، ما أظهره في نهاية الحرب داخليا بموقع المنتصر.
ومنذ بدء التصعيد، استشهد 607 أشخاص في لبنان بينهم 393 من مقاتلي حزب الله و132 مدنيا، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس، استنادا إلى السلطات اللبنانية وبيانات حزب الله.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية من جهتها مقتل 23 عسكريا و26 مدنيا على الأقل، بينهم 12 في الجولان السوري المحتل.