العين الدكتور إبراهيم البدور
مجلس النواب هو مجلس منتخب من قبل الشعب وفقا لقانون الانتخاب ويشكل مع مجلس الأعيان غرفتي السلطة التشريعية في الأردن.
بعد تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية وصدور الدستور تم الأخذ بنظام المجلسين وأطلق عليه مجلس الأمة.
يتألف مجلس النواب حسب القانون الجديد 2022 من 138 نائبا، ومجلس الأعيان يكون نصف عدد النواب، وتكون مدة مجلس النواب 4 سنوات شمسية.
مع بداية أول جلسة لمجلس النواب وبعد خطاب العرش الذي يدشن به الملك بداية الدورة - تكون سنوية - يبدأ المجلس باختيار رئيس له، وذلك يحدث بانتخابات سرية بعد المناداة على أعضاء المجلس علنياً، ويشترط أن يحصل المترشح للرئاسة على نصف عدد المجلس للفوز من المرة الأولى أو تحدث جولة أخرى تكون بين أعلى مترشحين من الجولة الأولى ويفوز من يحصل على أعلى الأصوات.
وظيفة رئيس مجلس النواب هي وضع جدول أعمال كل جلسة من جلسات المجلس، ورئاسة الجلسات وإعلان افتتاحها وانتهائها وضبطها وإدارة النقاش فيها وتحديد موضوع البحث وإعطاء الإذن بالكلام، وإعلان قرارات المجلس ومتابعة تنفيذها؛ على أن لا يتدخل في مجرى التصويت ولا يوجّه المجلس بأي شكل ولذلك يسمى في الدول الغربية "speaker of the house” أي المتحدث باسم المجلس.
قبل كل انتخابات يحصل جدل حول شخصية المتوقع حصوله على رئاسة المجلس من المترشحين المتوقع نجاحهم، وهذه المرة تحديداً تزداد التوقعات خصوصاً مع وجود أحزاب - القوية منها - متوقع ان ينجح أقلها أول 3 مترشحين في القوائم الحزبية وبذلك تُعرف الأسماء الفائزة.
لكن؛ رئاسة مجلس النواب تحتاج إلى مواصفات وخبرات سابقة يجب أن تتوفر في الشخص الذي يريد أن يُرشح نفسه لكي ينجح ويُحافظ على هيبة المجلس خصوصا أمام الحكومة وأمام الشعب؛ وهنا سنذكر بعض هذه النقاط التي يُفضل ان يمتلكها من يرغب في تقديم نفسه لهذا المنصب وتعطي صاحبها الحظ الأوفر:
أولاً؛ يفضل أن يكون المترشح للرئاسة نائبا سابقا يعرف كيفية العمل البرلماني علما ان النظام الداخلي لا يمنع أي نائب حتى لو كان جديداً الترشح للرئاسة.
ثانياً، يفضل أن يكون المترشح عمل في المكتب الدائم في المجالس السابقة بحيث يكون لديه خبرة في كيفية إدارة الجلسات وكيفية تطبيق النظام الداخلي.
ثالثاً، يفضل أن يكون المترشح ترأس لجان مهمة في المجالس السابقه خصوصا اللجان القانونية أو المالية أو الإدارية أو الخارجية، أو أي لجنة قدم رئيسها أداء ملفتا خلال الدورات السابقة.
رابعاً، يفضل أيضا أن يكون المترشح قد عمل في السلطات الأخرى (الحكومة أو القضاء) بمناصب متقدمة كوزير أو رئيس سلطة أو منصب قدم فيه أداء مميزا خلال عمله في هذه السلطات.
واخيراً يجب أن يمتلك المترشح "كاريزما” القيادة التي تعطيه أفضلية في قيادة الجلسات التي يكون بعضها صاخباً وسهل انفلات المجلس فيها.
وإذا ما أسقطنا هذه المواصفات على المترشحين في المقاعد المحلية والحزبية فإن توقع الرئيس ليس صعباً؛ حيث من يملك هذه المواصفات عدد قليل يمكن حصرهم من أي سياسي ومتابع للشأن النيابي.
ما ينسحب على اختيار الرئيس سينسحب أيضا إلى مواقع متقدمة في المجلس خصوصا المكتب الدائم ورئاسة اللجان، بحيث تتشكل تكتلات وإتلافات حزبية داخل المجلس تُشكل بدورها أغلبية تتقاسم المناصب داخل المجلس.