جفرا نيوز - فرح سمحان
"تلقيح" تصريحات ورسائل مهمة تناقلها الأمينان العامان لاثنين من أهم وأكبر الأحزاب في المملكة، وهما الميثاق الوطني د.محمد المومني وحزب جبهة العمل الإسلامي م. وائل السقا، وذلك خلال مناظرة حزبية أقرب إلى التصفية السياسية عُرضت أمس على شاشة قناة المملكة، وكان المومني والسقا في محاولة لإثبات أن البرامجية هي الأهم حتى مع اختلاف الرؤية والنهج والتطلعات، فبرؤية العمل الإسلامي أننا بالإسلام نحمي الوطن ونبني الأمة، بينما يرى المومني ناطق الحكومة الأسبق الذي يطلق الكثير على حزبه "حزب الدولة"، أن الدين أعلى وأسمى من أي تجاذبات في السياسية .
الملف الاقتصادي بين المومني والسقا كان حلقة الوصل التي تربط بينهما كأمينين عامين ولا روابط أخرى يمكن أن تقرب وجهات نظرهما مع أن العمل الإسلامي وعلى لسان السقا أكد في حفل إشهار قوائمه أنه حزب معتدل ومرجعيته الشريعة الإسلامية، في حين أن المومني يتحدث عن البرامجية الاقتصادية من منظور هو أقرب إلى الفكر الواقعي وبلهجة شديدة من منطلق مهمته كأمين عام ، ولدور الأحزاب عموًما في إجراء التغير والتحديث الجذري دون مجاملات أو تجميل.
السقا تحدث عن الحريات وإشكالية التنفيذ الانتقائي كما هو متعارف عليه عند الإسلاميين، لأنهم يرون أن هناك ممارسات قمعية وكبتا للحريات واعتراض على التوقيفات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في برامجهم وتغيير القوانين، إلى جانب التركيز على التأمين الصحي وخطة طويلة المدى للخروج من المديونية وكذلك الحد الأدنى للأجور، بينما حدة أمين عام الميثاق محمد المومني كانت بإظهار عتبه على الهيئة المستقلة للانتخاب التي أخرجتهم من دائرة الأحزاب إلى "جزيرة" غير حزبية، وكذلك المطالبة الواضحة بتعديل قوانين منها الاستثمار والاستقلالية للبنك المركزي.
جبهة العمل الإسلامي والميثاق الحزبين الأكثر تجاذبًا ولفتا للأنظار السياسية على الساحة سيما ما يتعلق بعدد المقاعد التي سيحصل عليها كلا منهما، إذ تشير التوقعات بحصول الميثاق من 10- 11 مقعدًا تقريبًا، والعمل الإسلامي من 6 - 8 مقاعد، وهي المنافسة التي باتت شبه محسومة بين الحزبين القويين ، لكن بمناظرة كانت أقل من المتوقع إذ كانت الشراسة بين المومني والسقا في إثبات الأفضلية بالبرامج القابلة للتطبيق، ومدى الالتزام بثوابت الدولة ، والخروج من تهمة عدم الاعتدال التي يحاول البعض زجها في حزب جبهة العمل الذي مضى على تأسيسه أكثر من 30 عامًا.