جفرا نيوز - فرح سمحان
لم تأخذ تصريحات رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب م. موسى المعايطة البعد والفوضى التحليلية في الأوساط السياسة الحزبية، تحديدًا عندما استشعر الواقع ولو متأخر بأنه لم يرَ حتى الآن من المرشحين برامج وإنما شعارات عامة، وكأنه يريد إيصال رسالة غير مباشرة مفادها أن الأحزاب والمرشحين لم يصلوا للنضج والإدراك بأنه دون برامج فلن يكون الوصول سهلا ، وهذا على أية حال من باب التعليق الاعتيادي كونه الشخصية الأولى في المستقلة وليس للتدخل في السياسات العامة.
المستقلة تعمل وتحاول إيصال الدورالمطلوب منها بدعم فني ومالي ولوجستي من الحكومة، لكن يرى البعض ممن يراقبون الأجواء الانتخابية أن الهيئة لديها نوع من التخبط وتواجه حجر العثرة الذي يجعلها في حالة تأهب لأي أمر طارئ، فيما يقول آخرون إن الاستعانة بخبراء وهيئات عالمية لإدارة العملية الانتخابية أمر مهم ومطلوب لكن دون أن يطغى على فكرة أن معظم الأشخاص وعلى الرغم من الدعايات والحملات الكثيرة، لا يعرفون كيف يقترعون أو ما هو الفرق بين القائمة الحزبية (العامة) والمحلية.
على العموم برامجية الأحزاب والمرشحين قد تكون أقرب إلى "المداعبة الشعبوية" والتقرب من الشارع بوضع الملح على الجرح كما يقال، وهذا يعني أن وضع الحلول للمشكلات الاقتصادية والفقر ونسب البطالة المرتفعة هو القربان لدى أحزاب ومرشحين لضمان الوصول إلى مجلس النواب، لأن ما بعد الفوز هي مرحلة نواب الخدمات أو بالأحرى "رد الجميل" للقواعد الشعبية إما بتعيينات أوتنفيعات ، وبالتالي التركيز على الشعارات متوقع وليس بعيدًا إذا ما تمت مقارنته بالدورات السابقة لانتخابات مجلس النواب.
الدعاية واللافتات لبعض المرشحين أرق وتشوه بصري وإعاقة لحركة وفكر الناس في الشوارع،هذا ما يقوله ناشطون ومعلقون على المشهد في إطار حرية التعبير، إذ ينصح بعضهم المرشحين بالتوجه إلى المواقع الإخبارية الإلكترونية و"السوشيال ميديا" للإعلان ، بديلا عن تعليق صورهم على أعمدة الإنارة وفوق إشارات المرور ، وبهذا يضمنون الوصول إلى أكبر عدد ممكن، وربما بتكلفة أقل وانتقاد أخف وطأة ، لأن المشهد الحالي ورؤية لافتات المرشحين في كل مكان يفسر رغبتهم في النجومية والتواجد وليثبتوا لقواعدهم أنهم الأحق والأجدر في الصوت ، لكن لا أحد يعلم ما سيحدث يوم الاقتراع في العاشر من أيلول سوى الله وهؤلاء الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف.