جفرا نيوز -
حمادة فراعنة
نحن الوحيدون الذين نحتج ونصرخ مع الفلسطينيين، ومع ذلك هذا غير كاف، بدلالة أن إجراءات الاقتحام والمس بقدسية المسجد الأقصى متواصلة لم تتوقف، باتجاه التهويد والأسرلة والعبرنة، ولا تتأثر بالاحتجاجات اللفظية والصراخ.
وزارتا الخارجية والأوقاف، وحدهما تصدران البيانات الاحتجاجية والتوضيحية، ولكن لا تجاوب حقيقيا ملموسا، من المجموعتين العربية والإسلامية، مع بيانات وتوضيحات الخارجية والأوقاف.
السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه: هل تؤمن حقاً البلدان العربية والإسلامية أن القدس أولى القبلتين، وأن المسجد الأقصى ثاني الحرمين وثالث المسجدين، لو كان كذلك، وتصرفت وأعلنت وتجاوبت البلدان العربية والإسلامية مع هذه القاعدة العقائدية، لما سكتوا على ما تقوله المستعمرة وقطعان مستوطنيها الأجانب ويفعلونه، بحق القدس والمسجد الأقصى، من تهويد وأسرلة وعبرنة.
ألوم وزارة الأوقاف صاحبة تنفيذ الرعاية الأردنية والوصاية الهاشمية عبر مجلس أوقاف القدس، وموظفي أوقافها، فالفعل والبيانات والتوظيف تتطلب تحركا على المستويات العربية والإسلامية والدولية من قبل وزارة الأوقاف، ومن خلال مجلس أوقاف القدس .
المطلوب تحرك مجلس الأوقاف، بوفود متعددة نحو:
1 - البلدان العربية: العواصم الخليجية، والقاهرة، والجزائر والرباط.
2 - البلدان الإسلامية: إيران، تركيا، باكستان، وماليزيا وأندونيسيا، ونيجيريا.
3 - البلدان الأجنبية: الفاتيكان، وبريطانيا وفرنسا والمانيا، والولايات المتحدة.
4 - نحو الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والفاتيكان ومواقع الكنائس المركزية والعالم.
القدس والأقصى، يجب أن يحتلا ضمائر المسلمين ومعهم المسيحيون، من خلال الكنائس المقدسية وحثهم على تحركات مماثلة، وهو تحرك إن لم يعط نتائج فعلى الأقل يفضح ممارسات المستعمرة ويُعري توجهاتها العنصرية الاحتلالية التوسعية.
وألوم البلدان الإسلامية التي لا تقدم ولا تفعل ولا تتخذ إجراءات فعالة تلزم المستعمرة وتحجمها عن مواصلة أفعالها المشينة بحق مقدسات المسلمين: المسجد الأقصى، وما به وعليه وحوليه.
البلدان الإسلامية 57 دولة، تملك من القدرات والعلاقات والامكانات ما تستطيع من خلالها أن تجعل العالم يقف على رجل واحدة حتى يستجيب لمطالب المسلمين ويدعو لحماية مقدساتهم ورفض التطاول عليها من قبل المستعمرة الإسرائيلية.
أكثر من مليون ونصف المليون حاج يؤدون فريضة الحج، وعدة ملايين يؤدون مناسك العمرة كل عام، ولو دفع كل واحد من هؤلاء عشرة ريالات، ضريبة للقدس والأقصى، يستطيعون تغطية تكاليف المزيد من الحراس المتفرغين، وتغطية احتياجات عائلات القدس المقيمة في البلدة القديمة، خاصة حينما يتعرضون للاعتقال أو الضرر على أعمالهم.
القدس بحاجة أن تكون قضية المسلمين الأولى أمام العالم، لأنها تستحق ذلك، أليست أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين؟؟