جفرا نيوز - فرح سمحان
سردية حزب جبهة العمل الإسلامي لا تختلف كثيرا عما يمكن وصفه "بالأجندة المدروسة" التي تخرج دائمًا بالأوراق الرابحة، وهو الأمر القديم الجديد الذي يثبته الحزب في اختياراته عمومًا بالنظر إلى اعتبارات عديدة لا يمكن تجاوزها أو التهكم عليها بطبيعة الحال، لأن نهجهم وسياستهم واضحة في تقديم مبدأ الشورى العامة على أي مصالح أخرى ، والأهم أن جبهة العمل لا يقوم على أشخاص بعينهم وإنما سياسات ورؤية عامة.
الانتخابات النيابية حسمت الجدل الذي دار خلف أبواب الصالونات الحزبية والسياسية حول هيكلة الإسلاميين لبنيتهم الداخلية، وقدرتهم على البقاء في المنافسة بالوتيرة ذاتها وبأسماء مهمة على الرغم من المد والجزر في التكهنات، والحزب كما هو معروف لا يفرط بأعمدته ومن يمثلونه سواء في المحافل العامة أو حتى تحت قبة البرلمان ، الأمر الذي يفسر الإصرار الكبيرة من قادة الحزب وعلى رأسهم أمينه العام م. وائل السقا ومراقب الجماعة الشيخ مراد العضايلة وأهم الأعضاء، في جعل العمود البرلماني الإسلامي المحامي صالح العرموطي يتراجع عن قراره بعدم المشاركة في الانتخابات ليكون وبعد جهود كبيرة على رأس القائمة المحلية لجبهة العمل في الدائرة الثانية عمّان ، أيضا وجود م.علي أبو السكر في عمّان الأولى هو إضافة نوعية مدروسة ، وكذلك البرلماني الإسلامي الشاب في الحزب الإعلامي ينال فريحات في الدائرة الثالثة، وفي الزرقاء القائمة المحلية ضمت واحدا من أهم قادة الحزب وهو النائب الأسبق سعود أبو محفوظ ، والمهندس عبدالله عبيدات وغيرهم، ما يعني أن جبهة العمل درس وخطط لقوائمه المحلية جيدًا والمنافسة واضحة ومكتوبة بالخط العريض ، وهي حصول الإخوان على أكبر عدد من المقاعد، إذا تمت المنافسة دون هندسة انتخابية من "المتعارف عليها"، ولا يُخفي على أحد أن قوائم جبهة العمل تشكل هاجسًا عند الكثير، لقوتهم وتفردهم عند قواعدهم الشعبية.
بالنسبة للقائمة الحزبية (العامة) لجبهة العمل الإسلامي ، كانت مثار جدل وقيل قبل إعلانها إن خلافات نشبت بين القادة والأعضاء بشأن الرقم الواحد واختيار الأسماء ، الأمر الذي تشير معلومات من أعضاء بداخل الحزب أنها غير صحيحة والاختيار تم بناءً على مشاورة ودراسة وتمعن في جعل الطرح يمثل نهج الجماعة، فكان اختيار أحمد القطاونة على رأس القائمة ثم محمد عقل وحياة المسيمي وناصر النواصرة ومالك الطهراوي (مقعد الشباب)، ود. ديمة طهبوب وغيرهم ، الفيصل في قطع دابر التأويلات والأقاويل التي دارت بشأن إعطاء الرقم واحد للأمين العام م. وائل السقا والذي كان ترتيبه الأخير ، فيما تقول مصادر من داخل الحزب لـ"جفرا نيوز"، إن اختيار القامة الإسلامية النيابية عبدالله العكايلة كرقم واحد في القائمة الحزبية كان مطروحا وشبه متفق عليه لولا البيان الذي أصدره وأعلن فيه استقالته من جبهة العمل وأنه غير آسف عليه.
هندسة اختيار الأسماء هي أكثر ما يميز الإسلاميين عند استعدادهم للمشاركة في الانتخابات النيابية، وحتى مع محاولة صبغهم باللون العاطفي، إلا أن الحزب يبقي رسائله واضحة حتى دون الرد، واللافت كثيرا هو اختيار النقابي الحراكي ناصر النواصرة كرقم 4 بالقائمة العامة، الأمر الذي أعطى مؤشرات عكرت مزاج البعض، ووضعت علامات استفهام حول احتمالية عودة شخصية جدلية إلى المشهد العام من جديد في وقت ترى قيادات إسلامية أنها ظلمت، في حين تمكن قادة الحزب من كسب الأطراف كافة والتعامل مع المعطيات التي فرضت عليهم بشأن بعض المرشحين بدبلوماسية وحنكة كبيرة ، الأمر الذي لا يترك مجالا للشك أن جبهة العمل الإسلامي أغلق الباب بوجه المشككين ومن يحاولون وضعهم عنوة على خانة "خالف تعرف"، والأهم أن لا أحد ينكر أنهم كانوا في كل مجلس نيابي الأكثر حضورا وتميزا وجزالة في استخدام وتوظيف المصطلحات واللغة التي تصب في ما هو لمصلحة الوطن ، ربما يقسون بعض الشيء في كلماتهم وبياناتهم لكن هذا كله من غيرتهم على أن يكون الأردن في المقدمة وبمختلف المجالات ، ولأن ديننا الإسلام فكان شعارهم "بالإسلام نحمي الوطن ونبني الأمة" .