النسخة الكاملة

من يلجم إسرائيل؟

الإثنين-2024-08-12 11:14 am
جفرا نيوز -
جهاد المنسي 

تبحث إسرائيل بكل قوة لجر العالم والمنطقة لحرب شاملة واسعة، ولا يترك قاتل الأطفال بنيامين نتنياهو أي فرصة لزيادة التوتر في الاقليم، تارة من خلال رفع وتيرة الاحتكاك مع ايران، وأخرى من خلال قصف بيروت، وثالثة من خلال التطاول على جنوب دمشق، والاقذر من كل ذاك مواصلته وقواته، قتل الأطفال والنساء والمواطنين في قطاع غزة، واحيانا في مدن الضفة الغربية، وأخيرا ترتكب مجزرة بحق المصلين في قطاع غزة خلال صلاة الفجر راح ضحيتها اكثر من 100 شهيد.

العالم بكل أسف، يقف صامتا، وان تحرك يكتفي بالإدانة والدعوة لضبط النفس وعدم التصعيد، وفي الاثناء تتواصل المساعدات الغربية (الاميركية والبريطانية والفرنسية والألمانية) لتل ابيب، في إشارة واضحة لتأييد ضمني للقتل وارتكاب المجازر، والسحل والارهاب، اما الأمم المتحدة ومجلس الامن فقد عطلته واشنطن من خلال حق النقض الذي تستخدمه ضد أي قرار يدين الاحتلال الصهيوني.

عجبا، ماذا تريدون؟، تتفرجون على دمائنا تسيل في الشوارع، وتصمتون، مدن الاقليم تقصف وتطلبون عدم الرد، وتتواصلون داعين لضبط النفس، وفي السر وحتى العلن تدعمون الإرهابي القاتل، وتطالبون من الضحية الصمت.
فيا انتم، أيها المتشدقون بالحرية، أيها الباحثون عن حقوق الشواذ متناسين حقوق الانسان، أيها المتغطرسون حد القرف، لن تتمكنوا من إطفاء سراج الحرية، ولن تستطيع ماكنتكم الإعلامية شطب صور الإبادة الجماعية، والمجازر اليومية، التي ترتكب من خلال اسلحتكم المصدرة لتل ابيب، فماذا تريدون؟، تريدونها حربا إقليمية، وان وقعت لن تستطيع كل اسلحتكم إطفاء سراج المقاومة سواء في غزة والضفة الغربية، ولبنان واليمن والعراق وسورية وغيرها، لن تستطيعوا، وستذهبون بالعالم، والمنطقة للمجهول، وسيذهب بكم الإرهابي نتنياهو للمجهول.
يا سادة، طراوة وليونة كلماتكم، لن تنسينا مواقفكم، ولم ننسَ ان واشنطن تقف وما تزال مع الإرهاب ضد الحرية والعدل، وان المشرعين في الكونغرس وقفوا يصفقون للقاتل الملطخة يديه بدماء أطفال غزة عشرات المرات، متناسين من تم حرقهم في الخيام في غزة.

نعم، لا مجال للنسيان او القفز عن حقيقتكم، ألم تدعم واشنطن تل ابيب قولا وفعلا وحماية وتسليحا، ألم تقف باريس ولندن مع سالب الأرض وتجيز له القتل، فأنتم شركاء في الإرهاب، وإرهابيون بربطة عنق وبدلات، اذ لا يوجد معتقد يبرر قتل مدنيين أبرياء حرقاً في الخيام، والعالم يتابع بشكل مباشر وحشية مصاص الدماء نتنياهو، ولا يمكن لفرنسا او بريطانيا او المانيا التشدّق والحديث لنا عن حقوق الإنسان وحقوق الصحافة والأطفال، بينما قتلت إسرائيل في غزة الإنسانية.

عمليا، قتلت أوروبا قيمها وداست على كل المبادئ التي كانت سبباً لوجودها، ووضعت كل كلامها وتنظيرها حول حقوق الانسان والطفل والنساء خلف ظهرها، وسمحت صامتة وموافقة في بعض الأحيان على القتل المجاني.

إسرائيل مارقة، فلتت من عقالها، والغرب يساندها، والأمم المتحدة تصمت، تنظر، تتفرج، وتكتفي بجلسات اقرب ما تكون لجلسات استماع، وكلمات، وإصدار بيانات لا تغني ولا تسمن من جوع، وغير قادرة للقول لإسرائيل كفاكم قتلا وارهابا، وللغرب كفاكم دعما وصمتا وكيل بمكيالين، فضلا عن عجز المؤسسة الأممية وقف الإبادة، او حتى حماية موظفيها أو العاملين الإغاثيين، فبالإضافة لموت الإنسانية، ماتت الأمم المتحدة مع روحها في غزة.

الحقيقة الثابتة ان من يراهن بان إسرائيل ستبقى واهم وحالم، ومن يراهن بان تضع إسرائيل حدا لقوى المقاومة سواء في غزة او اليمن او لبنان او سورية او ايران، فانه يلعب بمصير دول وشعوب المنطقة، فالمقاومة فكرة وستبقى حاضرة في المنطقة، وسيجد الإرهابي نتنياهو وكيانه بانه لن يستطيع الصمود امام تطلعات الشعوب للحرية، او الوقوف بوجه حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال، وستكون المقاومة بكل اشكالها الوحيدة القادرة على لجم الإرهاب الصهيوني.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير