جفرا نيوز -
المهندس: أحمد نضال عواد.
مع إعلان نتائج امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" في الأردنّ، تتجدد الآمال والتطلعات لدى الطلبة وأسرهم، وتتباين المشاعر بين الفرح والاحتفال والحزن والخيبة. وفي هذا السياق، يتوجب علينا جميعًا أن نعمل على نشر ثقافة نجاح شاملة، تغطي جميع الطلبة بغض النظر عن نتائجهم، وأن نؤكد لهم أن النجاح ليس مقتصراً على الحصول على أعلى الدرجات في امتحان واحد.
النجاح ليس مقتصراً على التوجيهي، فمن الضروري أن نغرس في أذهان الطلبة وأسرهم أن النجاح لا يرتبط فقط بالنجاح في امتحان التوجيهي، بل هو مفهوم أوسع وأشمل. فكل طالب يضع قدمه على طريق المعرفة والتعلم هو ناجح، سواء كان ذلك من خلال اجتياز جميع مواد التوجيهي والحصول على شهادة جامعية، أو من خلال اختيار مسار مهني آخر يتناسب مع قدراته وميوله.
النجاح في جميع الأحوال:
النجاح الكلي: الطالب الذي اجتاز جميع مواد التوجيهي بنجاح هو بلا شك ناجح، وقد حقق هدفًا مهمًا في مسيرته التعليمية.
النجاح الجزئي: الطالب الذي نجح في بعض المواد ولم يجتز البعض الآخر هو أيضًا ناجح، فقد اكتسب الكثير من المعرفة والمهارات خلال سنوات دراسته، ويمكنه إعادة المواد التي لم يجتزها في الدورة الشتوية أو العام الدراسي القادم.
النجاح المهني: الطالب الذي قرر عدم إعادة امتحان التوجيهي والالتحاق ببرنامج تدريب مهني هو ناجح أيضًا، فقد اختار مسارًا آخر يؤهله لدخول سوق العمل بشكل مباشر والحصول على وظيفة مناسبة.
أهمية المسارات المهنية:
تعتبر البرامج التدريبية المهنية المعتمدة من هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية بالأردن، مثل مؤسسة التدريب المهني ومؤسسة ولي العهد وغيرها من المؤسسات بالقطاع الخاص خياراً ممتازاً للطلبة الذين يرغبون في اكتساب مهارات عملية تؤهلهم لسوق العمل. هذه البرامج توفر للطلبة فرصة للتعلم من خبراء في مجالهم، وتطبيق المعرفة النظرية بشكل عملي، وبالتالي الحصول على فرص عمل واعدة في المستقبل، وهنا نشجع جميع الطلبة حتى الناجحين والذين حققوا نتائج مرتفعة إلى أهمية هذه البرامج التدريبية لهم أيضا لأنها تكسبهم مهارات المستقبل المطلوبة لدى أسواق العمل المحلية والدولية وتتيح لهم أيضا فرصة العمل كرواد أعمال مستقلين معتمدين على ذاتهم وتوفير فرص عمل لهم ولغيرهم.
رسالة إلى الطلبة وأسرهم:
ندعو جميع الطلبة وأسرهم إلى النظر إلى نتائج التوجيهي بمنظور إيجابي، وعدم اليأس أو الاحباط. فكل طالب لديه قدرات ومواهب خاصة، ويمكنه تحقيق النجاح في أي مجال يختاره. كما أدعو المعلمين والإداريين في المدارس إلى تقديم الدعم النفسي والاكاديمي للطلبة، وتوجيههم نحو الخيارات المناسبة لهم.
إن نشر ثقافة النجاح الشاملة يتطلب تظافر جهود جميع أفراد المجتمع، من أولياء الأمور والمعلمين والإداريين والمؤسسات بكافة القطاعات ووسائل الإعلام، وذلك من خلال:
تغيير النظرة المجتمعية إلى النجاح، وتأكيد أن هناك العديد من الطرق للنجاح.
تقديم الدعم النفسي والاكاديمي للطلبة، وتوجيههم نحو الخيارات المناسبة لهم.
تسليط الضوء على أهمية المسارات المهنية، وتشجيع الطلبة على الالتحاق بها.
الاحتفاء بنجاحات الطلبة في جميع المجالات، وتقديم القدوة الحسنة لهم.
ألف مبارك للجميع إن شاء اللّه، ونسأل اللّه التوفيق والسداد للنجاح، وفقاً بأرواحكم، فلنغرس ثقافة النجاح للجميع.