بين الرد الإيراني والصفقة الأمريكية

نسيم عنيزات

يترقب العالم والمنطقة الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية الذي اغتالته قوات الاحتلال على اراضيها.

ومع كل التوقعات والتسريبات الاستخباراتية الغربية بأنه سكون خلال الساعات القادمة، الا انه ولغاية كتابة هذا السطور ما زال العالم في حالة ترقب وانتظار.

وينقسم العالم حول قوة ونوعية الرد الايراني الذي نعتقد بأنه سيكون اشد قوة وأكثر وجعا لدولة الاحتلال الإسرائيلي بعد ان سئمت ايران استفزازات نتن ياهو وتهديدات الإدارة الأمريكية.

وهذا الرأي والاعتقاد يستند الى الرد الايراني على البوارج والحشود العسكرية الأمريكية في المنطقة بضربة استباقية لعين الأسد في العراق وإصابة عدد من الجنود الأمريكيين، حيث تحتفظ دولتهم بما يقارب 2500 جندي في العراق ضمن تحالف دولي بحجة مكافحة الارهاب.

وارادت ايران من خلال هذه الضربة توجيه رسالة قوية للامريكان والوسطاء بأن صبرها قد نفد وقد حان الوقت لان تدفع الولايات المتحدة فاتورة دعمها لدولة الاحتلال، وانها اي ايران لم تعد تخشى توسيع نطاق الحرب التي تحاول الولايات المتحدة تجنبها خاصة في الوقت الحالي من خلال رسائل ودفع الوسطاء لاقناع ايران بأن يكون الرد منطقيا و لا يتجاوز الخط الأحمر وان يبقي على شعرة معاوية خاصة في هذا التوقيت الذي يشهد فيه العالم حالة من توتر واضطراب في المنطقة، وكذلك انخراط الإدارة الأمريكية في الانتخابات الرئاسية القادمة.

واعتقد بأن جميع الاتصالات التي أجراها الوسطاء مع الإيرانيين لم تتمكن من الحصول على وعد واضح او طبيعة وكيفية الرد الذي تقول عنه الاخيرة بأنه سيكون غير مسبوق او متوقع.

هذا الغموض حول طبيعة الرد الإيراني الذي بالتأكيد ترصد الأجهزة الأمريكية تحركاته وتجهيزاته وقد يكون لديها معلومات حول طبيعته من خلال أجهزتها الاستخباراتية، الا انها تخشى مغامرة وردة فعل إسرائيلية التي يترقب رئيس وزرائها فرصة للقيام بمغامرة بهدف جر المنطقة إلى حرب اقليمية تجد الولايات المتحدة نفسها في قلبها وبين احداثها ومجرياتها.

مما يدفعنا إلى الاعتقاد بأنه في حال إصرار ايران على رد قوي وخشية أمريكية من حرب أوسع نطاقا، ان نشهد صفقة او عرضا امريكيا يقنع ايران بالعدول عن الرد او على الاقل التخفيف من حدته.